للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(وعن) أبى يوسف عن أبى حنيفة عن حماد عن إبراهيم عن ابن مسعود أنه كان لا يسجد فى ص، ولا يسجد فى سورة الحج إلا فى الأولى. أخرجه


= الأحكام، لا فى أصول العقائد ومعاقد الإيمان بالرسل وما جاءوا به، فهى هفوة من ابن حجر يغفرها الله له
هذا ما قاله الأئمة - جزاهم الله خيرا - فى بيان فساد هذه القصة، وأنها لا اصل لها ولا عبرة براى من خالفهم، فلا يعتد بذكرها فى بعض كتب التفسير وإن بلغ اربابها من الشهرة ما بلغوا أهـ ملخصا. ثم قال:
(تفسير الآيات) والآن أفسر الايات على الوجه الذى تحتمله ألفاظها وتدل عليه عباراتها.
(الأول) أن يكون تمنى بمعنى قرا. والأمنية بمعنى القراءة. وهو معنى قد يصح وقد ورد استعمال اللفظ فيه (قال) حسان بن ثابت فى عثمان رضى الله عنهما: تمنى كتاب الله أول ليله وآخره لاقى حمام المقادر
غير أن الإلقاء لا يكون على المعنى الذى ذكروه، بل على المعنى المفهوم من قولك (ألقيت فى حديث فلان) إذا أدخلت فيه ما ربما يحتمله لفظه ولا يكون قد اراده أو نسيت إليه ما لم يقله تطلا بان ذلك الحديث يؤدى إليه. وذلك من عمل المعاجزين الذين ينصبون أنفسهم لمحاربة الحق ن يتبعون الشبهة ويسعون وراء الريبة، فالإلقاء بهذا المعنى دابهم، ونسبة الإلقاء إلى الشيطان، لأنه مثير الشبهات بوساوسه، مفسد القلوب بدسائسه، وكل ما يصدر من اهل الضلال يصح أن ينسب إليه، ويكون المعنى وما ارسلنا قبلك من رسول ولا نبى إلا إذا حدث قومه عن ربه أو تلا وحيا أنزل فيه هدى لهم، قام فى وجهه مشاغبون يحولون ما يتلوه عليهم عن المراد منه ويتقولون عليه ما لم يقله وينشرون ذلك بين الناس ن ليبعدوهم عنه ويعدلوا بهم عن سبيله، ثم يحق الله الحق ويبطل الباطل، ولا زال الأنبياء يصبرون على ما كذبوا وأوذوا، ويجاهدون فى الحق، ولا يعتدون بتعجيز العجزين، ولا يهزؤ المستهزئين، إلى أن يظهر الحق بالمجاهدة، وينتصر على الباطل بالمجاهدة، فينسخ الله تلك الشبه ويحثها من أصولها، ويثبت آياته ويقررها، وقد وضع الله هذه السنة فى الناس ليتميز الخبيث من =