للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

إلى؟ فأنت بعثت إلىَّ بها، فقال: إنى لم أبعث إليك لتلبسها ولكنى بعثت بها إليك لتشققها خمرا بين نسائك. أخرجه مسلم والبيهقى (١) {١٠٠}

(وقال) على رضى الله عنه: أهدى لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم حلة مكفوفة بحرير، إما سداها وإما لحمتها، فأرسل بها إلىّ فأتيته فقلت: يا رسول الله ما أصنع بها؟ ألبسها؟ قال لا، ولكن اجعلها خمراً بين الفواطم أخرجه ابن ماجه (٢) {١٠١}.

(ورجح) الشوكانى هذا حيث قال بعد ذكر هذه الأحاديث: وقد عرفت مما سلف الأحاديث الواردة فى تحريم الحرير على الرجال بدون تقييد. فالظاهر منها تحريم ماهية الحرير عليهم، سواء أوجدت منفردة أم مختلطة بغيرها، ولا يخرج عن التحريم إلا ما استثناه الشارع من مقدار الأربع الأصابع من الحرير الخالص، وسواء أوجد ذلك المقدار مجتمعنا كما فى القطعة الخالصة أم مفرّقا كما فى الثوب المشوب (وحديث) ابن عباس، لا يصلح لتخصيص تلك العمومات ولا لتقييد تلك الإصلاقات لما عرفت " ولا متمسك " للقائلين بحل المشوب إذا كان الحريرمغلوبا " إلا قول " ابن عباس فيما أعلم (فانظر) أيها المنصف، هل يصلح جعله جسراً تذاد عنه الأحاديث الواردة فى تحريم مطلق الحرير ومقيدة؟ وهل ينبغى التعويل عليه فى مثل هذا الأصل العظيم؟ مع ما فى إسناده


(١) انظر ص ٣٩ ج ١٤ نووي مسلم (تحريم الذهب والحرير علي الرجال) و " ويقيم حلة " أي يعرضها للبيع " وسيراء" بكسر ففتح نوع من الثياب يخالطه حرير كالسيور و " من لا خلاق ط أى لا نصيب ط له " فى لبس الحرير "فى الاخرة "
(٢) انظر ص ١٩٦ ج ٢ - ابن ماجة (لبس الحرير والذهب النساء) " وخمرا " بضم الميم ويجوز إسكانها جمع خمار، وهو ما يوضع على راس المراة و " الفواطم " فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم زوج على ن وفاطمة بنت أسد أمه، وفاطمة بنت شيبة.