للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إذا عرف هذا فعلاج الصداع بالحناء علاج نوع من أنواعه فإنه إذا كان من حرارة ملهبة ولم يكن من مادة استفراغها نفع فيها الحناء نفعا ظاهرا وإذا دق وضمدت به الجبهة مع الخل سكن الصداع وفيه قوة موافقة للعصب إذا ضمد به سكن وجعه بالرأس أو غيره. وفيه قبض تشد به الأعضاء وإذا ضمد به موضع الورم الحار والملتهبة سكنه (١) وقد روى فائد عن مولاه عبيد الله بن على بن آبى رافع عن جدته سلمى خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: " ما كان أحد يشتكى إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعا في رأسه إلا قال: احتجم، ولا وجعا في رجليه إلا قال: أخضبهما بالحناء ط أخرجه البخاري في تاريخه وأبو داود (٢) وعبيد الله بن على قال ابن معين: لا باس به. وقال أبو يحيى الرازى: لا يحتج بحديثه {٩١}

والحجامة تكون دواء لوجع الرأس إن كان ناشئا من كثرة ألم. والحناء تكون دواء لوجع الرجل الناشئ من الحرارة. والحديث بإطلاقه يشمل الرجال والنساء لكن الرجل يكتفي بخضب كفوف الرجل ويجتنب صبغ الأظافر احترازا من التشبه بالنساء ما أمكن (٣) وليس في الحديث دليل على جواز خضاب الرجل يده ورجله لغير ضرورة

(٥) السنا: هو بالقصر والمد بنت حجازي يتداوى به. وأفضله المكي وهو دواء مأمون الغائلة حار يابس معتدل يسهل الصفراء والسوداء ويقوى القلب وينفع من الشقاق العارض في البدن ويفتح العضل وينشر الشعر وينفع من القمل والصداع العتيق والجرب والبثور والحكة والصرع. وشرب مائه مطبوخا اصلح من شربه مدقوقا ومقدار الشربة منه إلى ثلاثة دراهم ومن مائة إلي خمسة وإن طبخ


(١) فما كان منه في أحد شقى الرأس يسمى شقيقة وإن كان شاملا لجميعه يسمى بيضة وخوذة تشبيها ببيضة السلاح التي تستمل على الرأس كله. انظر ص ٩٠ ج ٣ زاد المعاد (هدية صلى الله عليه وسلم في علاج الصداع والشقيقة).
(٢) انظر ص ٩١ ج ٣ زاد المعاد (علاج الصداع والشقيقة).
(٣) انظر ص ٢ ج ٤ عون المعبود (الحجامة).