للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال سمرة: " النبي صلى الله عليه وسلم إذا حم دعا بقربة من ماء فأفرغها على قرنه فاغتسل " أيخرجه البزار والحاكم وصححه. ورد بان في سنده روايا ضعيفا (١) {١٠٧}

وقال أنس: " إذا حم أحدكم فليشن عليه من الماء البارد من السحر ثلاث ليال " أخرجه الطحاوى وأبو نعيم في الطب والطبرانى في الأوسط بسند قوى وصححه الحاكم (٢) {١٠٨}

(وروى) عبد الرحمن بن المرقع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الحمى رائد الموت وهى سجن الله في

الأرض فبردوا لها الماء في الشنان وصبوه عليكم فيما بين الأذانين المغرب والعشاء قال ففعلوا فذهب عنهم " أخرجه الطبرانى (٣) {١٠٩}


(١) انظر ص ١٣٧ ج ١٠ فتح الباري (الحمى من فيج جهنم)
(٢) انظر ص ٢١١ ج ١ منه (الغسل والوضوء في المخضب) وتقدم رقم ٦٦ ص ٢٨ و (من سبع قرب) يشبه أن يكون خص السبع تبركا بهذا العدد لأن له دخولا في كثير من أمور الشريعة وفى رواية الطبرانى في هذا الحديث من أبار شتى والظاهر أن ذلك للتداوى لقوله في رواية أخرى في الصحيح لعلى استريح فاعهد أو أوصى. و (اوكية) جمع وكاء وهو ما يشد به فم القربة.
(٣) انظر ص ١٣٧ ج ١٠ فتح الباري وقد خفي ما دلت عليه هذه الأحاديث على بعض سخفاء الأطباء فاعترض على الحديث بان اغتسال المحموم بالماء خطر يقربه من الهلاك لأنه يجمع المسام ويحقن البخار ويعكس الحرارة إلى داخل الجسم فيكون ذلك سببا للتلف (والجواب) أن هذا إنما يصدر عن مرتاب في صدق الخبر فيقال له أولا من أين حملت الأمر على الاغتسال؟ وليس في الحديث تخصيصه بالعسل وإنما فيه الإرشاد إلى تبريد الحمى بالماء. فإن تبين أن انغماس كل محموم في الماء أو صبه على جميع بدنه يضره فليس هو المراد وإنما قصد النبي صلى الله عليه وسلم استعمال الماء على وجه ينفع وأولى ما يحمل عليه كيفية تبريد الحمى ما صنعته أسماء بنت الصديق فإنها كانت ترش على بدن المحموم شيئا من الماء بين يديه وثوبه فيكون ذلك من باب النشرة المأذون فيها. والصحابي ولا سيما مثل أسماء التي كانت تلازم بيت النبي صلى الله عليه وسلم - أعلم بالمراد من غيرها (وقال) المازرى: ولا شك أن علم الطب من أكثر العلوم احتياجا إلى التفصيل حتى أن المريض يكون الشيء دواءه في ساعة ثم يصير داء له في الساعة التي تليها فعارض بعرض له من غضب يحمى مزاجه مثلا فتغير علاجه ومثل ذلك كثير فإذا فرض وجود الشفاء لشخص بشيء في حاله ما، لم يلزم منه وجود الشفاء به له أو لغيره في سائر الأحوال والأطباء مجمعون على أن المرضى الواحد يختلف علاجه باختلاف السن والزمان والعادة والغذاء وقوة الطباع وعلى تقدير ورود التصريح بالاغتسال في جميع الجسد فيجاب بأنه يحتمل أن يكون في وقت مخصوص بعدد مخصوص فيكون من الخواص التي اطلع صلى الله عليه وسلم عليها بالوحي ويضمحك عند ذلك كلام أهل الطب. انظر ص ١٣٥ ج ١٠ فتح الباري (الحمى من فبح جهنم)