للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهذه الأحاديث ترد تأويل ابن الأنبارى أن المراد بقوله: فأبردوها بالماء الصدقة به (قال) ابن القيم: أظن الذي حمل ثائل هذا أنه أشكل عليه استعمال الماء في الحمى فعدل إلي هذا وله وجه حسن لأن الجزاء من جنس العمل. فكأنه لما أحمد لهيب العطش عن المآن بالماء أحمد الله لهيب الحمى عنه جزاء وفاقا، ولكن هذا يؤخذ من فقه الحديث وإشارته وأما المراد به فهو استعماله في البدن حقيقة. (١)

(١٠) التلبينة: بفتح فسكون فكسر بهاء وبدونها وهى حساء رقيق يعمل من دقيق او نخالة ويجعل فيه عسل أو لبن ن وقيل يؤخذ العجين غير خمير فيخرج ماؤه فيجعل حسوا لا يخالطه سحري، وقيل هي ماء الشعير المطحون المغلي سميت تلبينة لتشبهها باللبن في الرقة والبياض وهو دواء للمريض والمحزون (روى) عروة عن عائشة أنها كانت تأمر بالتلبين للمريض ولمخزون على الهالك وكانت تقول: أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن التلبينة تجم فؤاد المريض وتذهب ببعض الحزن " أخرجه أحمد والشيخان (٢) {١١٠}


(١) انظر ص ١٣٧ ج ١٠ فتح الباري
(٢) انظر ص ١١٣ ج ١٠ فتح الباري (التلبينة للمريض) وص ٣٠٢ ج ١٤ نووي مسلم ٠ لكل داء دواء ٩ و (تجم ٩ بفتح فضم وبضم فكسر وفى رواية مسلم: التلبينة مجمة بفتح الميم والجيم وشد الميم الثانية. وروى بضم أوله وكسر الثانية. يقال جم وأجم. والمعنى أنها تريح قؤاد المريض وتزيل عنه الهم والألم وتنشطه وتزيل عن المخزون الحزن. والمراد بالفؤاد براس المعدة فإن فؤاد الحزين يضعف باستيلاء اليبس على أعضائه وعلى معدته خاصة لتقليل الغذاء والحساء يرطبها ويغذيها ويقويها ويفعل مثل ذلك بفؤاد المريض. لكن المريض كثيرا ما يجتمع في معدته خلط مراري أو بلغمى أو صديدي وهذا الحساء يجلو ذلك عن المعدة. انظر ص ١١٤ ج ١٠ فتح الباري.