للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعن محمد بن السائب بن بركة عن أمه عن عائشة قالت: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أخذ أهله الوعك أمر بالحساء فصنع ثم أمرهم فحسوا منه ويقول: إنه ليرتو فؤاد الحزين وبشروا عن فؤاد الحزين وبشرو عن فؤاد السقيم كما تشرو إحداكن الوسخ بالماء عن وجهها " أخرجه أحمد والترمذى وقال حسن صحيح وابن ماجه والحاكم (١) {١١١}

ومن شاء معرفة منافع التلبينة فليعرف منافع ماء الشعير ولا سيما إذا كان نخالة فإنه يجلو وينفذ بسرعة ويغذى غذاء لطيفا. فإذا شرب حارا كان أجلى وأقوى نفوذا وأنمى للحرارة الغريزية ولا شئ أنفع من الحساء لمن يغلب عليه في غذائه الشعير وأما من يغلب على غذائه الحنطة فأولى به في مرضه حساء الشعير.

والتلبية أنفع من الحساء لأنها تطبخ مطحونة فتخرج خاصة الشعير بالطحن وهى أكثر تغذية وأقوى فعلا وأكثر جلاء. وإنما اختار الأطباء النضيج لأنه أرق والطف فلا يثقل على طبيعة المريض. وينبغي أن يختلف الانتفاع بذلك بحسب اختلاف العادة في البلاد ولعل اللائق بالمريض ماء الشعير إذا طبخ صحيحا وبالحزين إذا طبخ مطحونا (٢) وهو نافع للسعال، وخشونة الحلق، صالح لقمع حدة الفضول، مدر للبول، جلاء لما في المعدة، قاطع للعطش، ملطف للحرارة، وفيه قوة يجلو بها ويلطف ويحلل


(١) انظر ص ١١٣ ج ١٠ فتح الباري (التلبينة للمريض) وص ١٥٨ ج ٣ تحفة الأحوذى (ما يطعم المريض) وص ١٧٨ ج ٢ - ابن ماجه (التلبينة) و (برتو) بفتح فسكون فضم المثناه أى يقوى. و (يسرو) بفتح فسكون أى يكشف عنه ضره ويزيله
(٢) انظر ص ١١٤ ج ١٠ فتح البارى