للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(فائدتان) (الأولى) أن هذا الغسل إنما ينفع بعد استحكام النظرة. وقبله تدفع بالدعاء بالبركة (لما) في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا رأى أحدكم من أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة (١).

(وعن) أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من رأي شيئا فأعجبه فقال ما شاء الله لا قوة إلا بالله لم تضره العين " أخرجه البزار وابن السنى والبيهقى وفيه أبو بكر الهذلى ضعيف جدا (٢) {١٤٤}

(وعن) أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما أنعم الله تعالى على عبد نعمة في أهل أو مال أو ولد فأعجبه فقال: ما شاء الله لا قوة إلا بالله فيرى فيه آفة دون الموت وقرأ: " وَلَوْلاَ إذْ دَخَلْتَ جَنتَكَ قُلتَ مَا شَاءَ اللهُ لا قَّوةَ إلا باللهِ ". أخرجه الطبرانى والأوسط وفيه عبد الملك بن زراره وهو ضعيف (٣) {١٤٥}

(الثانية) دلت الأحاديث السابقة أن العائن إذا عرف يؤمر بالاغتسال وهو دواء نافع وأن العين تكون مع الإعجاب ولو بغير حسد ولو من رجل محب ومن رجل صالح وأن الذي يعجبه الشيء ينبغي أن يبادر بالدعاء لمن أعجبه بالبركة وأن الإصابة بالعين قد تقتل. وهل يقتص من العائن؟

(قال) القرطبي: لو أتلف العائن شيئا ضمنه ولو قتل فعليه القصاص أو الدية إذا تكرر ذلك منه بحيث يصير عادة وهو في ذلك كالساحر عند من لا يقتله كفرا (٤).

(والجمهور) أنه لا قصاص في ذلك لأنه لا يقتل غالبا ولا يعد مهلكا وكذا


(١) انظر رقم ١٤٣ ص ٨١
(٢) انظر ص ١٠٩ ج ٥ مجمع الزوائد (ما يقول اذا رأى ما يعجبه).
(٣) انظر ص ١٤٠ ج ١٠ مجمع الزوائد (ما يقول اذا رأى ما يعجبه).
(٤) انظر ص ١٦٠ ج ١٠ فتح البارى (العين حق)