للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لا دية فيه ولا كفارة لأنه لم يقع منه فعل سوى الحسد والنظر ولا يمكر على ذلك إلا الحكم بقتل الساحر فإنه في معناه، والفرق بينهما فيه عشر (وفى الحديث) أنه ينبغي للإمام منع العائن - إذا عرف بذلك - من مداخله الناس وأن يلزم بيته فإن كان فقيرا رزقه ما يقوم به فإن ضرره اشد من ضرر المجذوم الذي أمر عمر رضى الله عنه بمنعه من مخالطة الناس واشد من ضرر الثوم الذي منع الشارع آكله من حضور الجماعة. وهذا القول صحيح متعين (١).

(٢٠) علاج الصرع: الصرع بفتحتين علة تمنع الأعضاء الرئيسية عن انفعالها منعا غير تام وهو نوعان: (أ) صرع من الأخلاط الرديئة وهو ملة تمنع الأعضاء النفسية عن الأفعال والحركة والانتصاب منعا غير تام وسببه خلط غليظ لزج يسد منافذ بطون الدماغ سدا غير تام فيمنع نفوذ الحس والحركة فيه وفى الأعضاء نفوذا ما من غير انقطاع بالكلية. وقد يكون لسباب أخر كريح غليظة تنحبس في منافذ الدماغ أو بخار رديء يرتفع إليه من بعض الأعضاء وقد يتبعه تشنج في الأعضاء فلا يبقى الشخص معه منتصبا بل يسقط ويقذف بالزبد لغلظ الرطوبة. وهذه العلة من الأمراض الحادة المزمنة باعتبار طول مكثها وعسر برئها لا سيما إن جاوز في السن خمسا وعشرين سنة وقد بين الأطباء سببها وعلاجها وقالوا إن الصرع يبقى فيمن يصاب به حتى يموت (٢).

(ب) صرع من الجن: ولا يقع إلا من النفوس الخبيئة منهم إما لاستحسان بعض الصور الإنسية وإما لإيقاع الأذية به. وقد أثبته عقلاء الأطباء ولا يعرفون له علاجا إلا بمقاومة الأرواح الخيرة العلوية ليندفع آثار الأرواح الشريرة السفلية وتبطل أفعالها (٣) وبدل على ثبوته حديث عطاء بن أبى رباح قال: قال لي ابن عباس:


(١) انظر ص ١٦١ ج ١٠ فتح البارى. وص ١٧٣ ج ١٤ نووى مسلم (الطب والمرض)
(٢) انظر ص ٨٥ ج ٣ زاد المعاد (صرع الأخلاط)
(٣) انظر ص ٩٠ ج ١٠ فتح البارى (فضل من يصرع من الريح)