للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

طلى بمائه ويقتل القمل ويفتح سدد الكبد والطحال ويعقل البطن. والإكثار منه يولد القبض والنفخ (١).

(٣٣) السمك: (قال) جابر بن عبد الله: " بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلثمائه راكب أميرنا أبو عبيدة بن الجراح نرصد غير قريش فاقمنا بالساحل نصف شهر فأصابنا جوع شديد حتى أكلنا الخبط فالقى لنا البحر حوتا ميتا لم نر مثله يقال له العنبر فأكلنا منه نصف شهر وادهنا من ودكه حتى ثابت إلينا أجسامنا فأخذ أبو عبيدة ضلعا من أضلاعه فنصبه وأخذ رجلا وبمبرأ قمرا تحته (الحديث) أخرجه البخاري. وفى رواية قمر الراكب تحته فأخبرني أبو الزبير أنه سمع جابرا يقول قال أبو عبيدة: كلوا فلما قدمنا المدينة ذكرنا ذلك كي صلى الله عليه وسلم فقال: " كذبوا رزقا أخرجه الله. أطعمونا إن كان معكم فآتاه بعضهم فأكله " (٢) {١٧٨}

(والسمك) أصناف، وأجوده مالذ طبعه وطب ريحه وتوسط مقداره وكان رقيق القشر ولم يكن صلب اللحم ولا يابس ويتغذى بالنبات لا الأقذار وأصلح أماكنه نهر جيد الماء والسمك البحري فاضل محمود لطيف أتطرى منه بارد رطب عسر الهضم يولد بلغما كثيرا والمالح أجوده ما كان قريب العهد بالتملح وهو حار يابس وإذا أكل طربا لين البطن وإذا ملح وأكل صفى قصبة الرئة وجود الصوت (وماء) المالح إذا جلس فيه من كانت به قرحة الأمعاء في


(١) اانظر ص ١٧٠ ج ٣ زاد المعاد
(٢) انظر ص ٥٨ ج ٨ فتح البارى (غزوة سيف البحر. و (الحبط) بفتحتين ورق الشجر. و (العنبر) سمكة كبيرة طولها خمسون ذراعا. وقد روى أنه كان على صورة البعير (والودك) بفتحتين الشحم و (ثابت) أى رجعت أجسامنا الى ما كانت عليه من القوة والسمن (فآتاه) بالمد أى أعطاه.