للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(وقال) أبو سعيد الخدرى رضى الله عنه: انطلق نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في سفرة سافروها حتى نزلوا على حي من أحياء العرب فاستضافوهم فأبوا أن يضيفوهم، فلدغ سيد ذلك الحي فسعوا له بكل شئ لا ينفعه شئ، فقال بعضهم: لو أتيتم هؤلاء الرهط الذين نزلوا لعله أن يكون عند بعضهم شئ، فأتوهم فقالوا: يأبها الرهط إن سيدنا لدغ وسعينا له بكل شئ لا ينفعه. فهل عند أحد منكم من شئ؟ فقال بعضهم: نعم والله إنى لأرقى ولكن والله لقد استضفناكم فلم تضيفونا فما أنا براق لكم حتى تجعلوا لنا جعلا، فصالحوهم على قطيع من الغنم، فانطلق يتفل عليه ويقرأ: الحمد لله رب العالمين، فكأنما نشط من عقال فانطلق يمشى وما به قلبة، فأوفوهم جعلهم الذي صالحوهم عليه. فقال بعضهم: اقسموا، فقال الذي رقى لا تفعلوا حتى نأتي النبي صلى الله عليه وسلم فتذكر له الذي كان فننظر ما يأمرنا فقدموا على النبي صلى الله عليه وسلم فذكروا له، فقال: وما يدريك أنها رقية؟ ثم قال: قد أصبتم، اقسموا واضربوا لي معكم سهما. أخرجه الستة وهذا لفظ البخاري وقال الترمذى: حديث حسن صحيح (١). {

١٩٨}


(١) انظر ص ٣٠٥ ج ٤ فتح البارى (ما يعطى فى الرقية بفاتحة الكتاب) وص ١٨٧ ج ١٤ نووى (أخذ الأجرة على الرقية) وص ٢٠ ج ٤ عون المعبود (كيف الرقى) وص ١٦٧ ج ١ تحفة الأحوذى (أخذ الأجرة على التعويذ) وص ٥ ج ٢ - ابن ماجه (فقال بعضهم) هو ابو سعيد الخدرى ففى رواية الترمذى وابن ماجه فقالوا هل فيكم من يرقى من العقرب؟ قلت نعم أنا. (والجعل) (بضم فسكون ما يعطى على العمل. و ٠ القطيع) الطائفة من النعم. وفى رواية للبخارى: إنا نعطيكم ثلاثين شاة. وكان القوم ثلاثين. و (يتفل) بفتح الياء وضم الفاء وكسرها من النفل وهو نفخ معه قليل بزاق. ومحله بعد القراءة لتحصل بركتها فى الجوارح التى يمر عليها الريح ففى رواية أبى داود: فقرأ عليه بأم الكتاب وتفل حتى برئ .. وفى رواية أنه قرأ الفاتحة ثلاثا وفى أخرى سبعا والزيادة أرجح. و (نشط) بضم فكسر من الثلاثى وفى رواية أبى داود أنشط بصيغة المجهول من الإنشاط اذا عقد وأنشط اذا حل. و (القلبة) بفتحات العلة سميت بذلك لأن من تصيبه يقلب من جنب الى جنب ليعلم موضع الداء.