للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سرغ. أخرجه ابن آبى شيبه بسند جيد وإسحاق بن راهوية (١).

(ب) وبحديث هشام بن عروة عن أبيه أن الزبير بن العوام خرج غازيا نحو مصر فكتب إليه أمراء مصر أن الطاعون قد وقع فقال: أنما خرجنا للطعن والطاعون. فدخلها فلقى طعنا في جبهته ثم سلم. اخرجه ابن خزيمة بسند صحيح (٢). {٢٤٥}

وإنما ندم عمر رضى الله عنه على رجوعه لأنه خرج لأمر مهم من أمور المسلمين وقد كان يمكنه الإقامة بقرب مكان الطاعون إلى أن يرتفع ثم يدخله ويقضى ما جاء لأجله وبرجوعه قد فاتت هذه المهمة فندم لذلك.

(وقال) قوم: النهى عن دخول مكان الطاعون والخروج منه لضعيف الإيمان الذي ربما ظن أن هلاك القادم إنما حصل بقدومه وسلامة الفار لفراره أما قوى الإيمان فيجوز له الدخول في بلد الطاعون والخروج منه لأنه لا يتسرب إليه ذلك الظن (وقال) الخطابى: النهى عن الدخول في بلد الطاعون تأديب وتعليم. والنهى عن الخروج تفويض وتسليم. (قال) ابن مسعود: الطاعون فتنة على المقيم والفار. أما الفار فيقول فررت فنجوت. وأما المقيم فيقول أقمت فمت. وإنما فر من لم يأت أجله وأقام من حضر أجله (٣). . (وهذا) إذا كان الخروج فرارا من الطاعون كما في حديث عبد الرحمن بن عوف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليها. وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا


(١) انظر ص ١٤٤ ج ١٠ فتح البارى (ما يذكر فى الطاعون) (وقائل) من القيلولة. (وتضور) التوى. و (سرغ) بفتح فسكون موضع بالشام
(٢) انظر ص ١٤٥ ج ١٠ فتح البارى: (ما يذكر فى الطاعون).
(٣) انظر ص ٢٠٧ ج ١٤ نووى مسلم (الطاعون).