للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وهو الموت. وفى رواية للديلمى عن أبى هريرة: أكثروا ذكر الموت فما من عبد أكثر ذكره إلا أحيا الله قلبه وهون عليه الموت. وفى حديث أنس عند ابن أل فآنا مكارم الأخلاق: أكثروا ذكر الموت فإن ذكره تمحيص للذنوب وتزهيد فآنا الدنيا (١).

(وحديث) البراء بن عازب قال: بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ بصر بجماعة فقال: علام اجتمع هؤلاء؟ قيل: على قبر يحفرونه، ففزع النبي صلى الله عليه وسلم فبدر بين يدي أصحابه مسرعا حتى انتهى إلى القبر، فجثا عليه فبكى حتى بل الثرى من دموعه ثم أقبل علينا قال: آي إخواني لمثل اليوم فأعدوا. أخرجه أحمد بسند حسن (٢). {٢٨٠}

(وحديث) أبى سعيد الخدرى قال: دخل النبي صلى الله عليه وسلم مصلاه فرأى ناسا يكتشرون فقال: أما إنكم لو أكثرتم ذكر عاذم اللذات لشغلكم عما أرى. فأكثروا ذكر عاذم اللذات الموت. فإنه لم يأت على القبر يوم أتخبؤها تكلم فيقول: أنا بيت الغربة. أنا بيت الوحدة. وأنا بيت التراب. وأنا بيت الدود (الحديث) أخرجه البيهقى والترمذى وقال حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه وفيه عبيد الله بن الوليد الوصافى واه (٣). {٢٨١}


(١) انظر ص ١٢٥ ج ٢ سبل السلام (الجنائز)
(٢) انظر ص ٣٣ ج ٧ - الفتح الربانى (ذكر الموت والاستعداد له) و (بصر ٩ بضم الصاد وتكسر يقال بصرت بالشئ بصرا ٠ بفتحتين) علمت (وبدر) أى مشى. وجثا من بابى علا ورمى أى جلس. وكأن القبر لم يدفن فيه أحد ولذا جلس عليه. أما بعد الدفن فلا يجوز الجلوس على القبر (والثرى) كالحصى التراب الندى.
(٣) انظر ص ٣٠٥ ج ٣ تحفة الأحوذى. و (يكتشرون) اى يضحكون من الكشر وهو ظهور الأسنان للضحك. وتمام الحديث: فإذا دفن العبد المؤمن قال له القبر مرحبا وأهلا. إما إن كنت لأحب من يمشى على ظهرى إلى فإذا وليتك اليوم (من تولية مبنى للمجهول أو من الولاية مبنى للمعلوم أى صرت قادرا حاكما عليك) وصرت إلى فسترى صنيعى بك فيتسع له قدر بصره ويفتح له باب إلى الجنة. وإذا دفن العبد الفاجر أو الكافر قال له القبر: لا مرحبا ولا أهلا. أما إن كنت لأبغض من يمشى على ظهرى إلى. فإذا وليتك اليوم وصرت الى فسترى صنيعى بك فيلتئم عليه حتى يلتقى عليه وتختلف اضلاعه. وقال (أى اشار) (رسول الله صلى الله عليه وسلم باصابعه فإدخل بعضها فى جوف بعض. قال: ويقيض له سبعون تنينا ٠ بكسر التاء وشد النون أى حية عظيمة) لو أن واحدا منها نفخ فى الأرض ما أنبتت شيئا ما بقيت الدنيا فينشه ويخدشه حتى يفضى به الى الحساب قال النبى صلى الله عليه إنما القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار.