للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وإدناف (١) يتحالفان ولا يبرحان. اذكرنا يا محمد عند ربك. ولنكن لك على بال. اللهم ابلغ نبيك عنا. ثم خرج وخطب الناس قال فيها: اشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له. واشهد أن محمدا عبده ورسوله وخاتم أنبيائه، واشهد أن الكتاب كما نزل. وأن الدين كما شرع. وأن الحديث كما حدث. وأن القول كما قال. وأن الله هو الحق المبين. ثم قال: آيها الناس من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لم يمت. وإن الله قد تقدم لكم في أمره فلا تدعوه جزعا. وإن الله تعالى قد اختار لنبيه عليه الصلاة والسلام ما عنده على ما عندكم وقبضه إلى ثوابه وخلف فيكم كتابه وسنة نبيه فمن أخذ بهما عرف ومن فرق بينهما أنكر " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ " (٢)، ولا يشغلنكم الشيطان بموت نبيكم ولا يلفتنكم عن دينكم.

وعاجلوا الشيطان بالخزى تعجزوه ولا تستنظروه فيلحق بكم، فلما فرغ من خطبته قال: يا عمر، أأنت الذي بلغني عنك أنك تقول على باب نبي الله صلى الله عليه وسلم: والذي للنبي بيده ما مات نبي الله؟ أما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم كذا وكذا وقال الله تعالى: " إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ " (٣) فقال عمر: والله لكأنى لم اسمع بها في كتاب الله قبل الآن لما نزل بنا أشهد أن الكتاب كما نزل. وأن الحديث كما حدث. وأن الله تعالى حي لا يموت إنا لله وإنا إليه راجعون صلوات الله على رسوله وعند الله تحتسب رسوله وقال:

لعمري لقد ايقنت أنك ميت ... ولكنما أبدى الذي قلته الجزع

وقلت بغيب الوحي عنا لفقده ... كما غاب موسى ثم يرجع كما رجع


(١) أدنفه المرض أثقله.
(٢) النساء: ١٣٥
(٣) الزمر: ٣٠