رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل به إلا عملت به. إني أخشى إن تركت شيئا من أمره أن أزيغ فأما صدقته بالمدينة فدفعها عمر إلى على وعباس. وأما خيبر وفدك فأمسكها عمر وقال: هما صدقة رسول الله صلى الله عليه وسلم. كانتا لحقوقه آلتي تعزوه ونوائبه وأمرهما إلى من ولى الأمر قال: فهما على ذلك إلى اليوم.
= منكم المبالغ ما كانت تكيدكم باكثر مما تريدون أن تكيدوا به أنفسكم. تريدون أن تقاتلوا ابناءكم وإخوانكم فلما سمعوا ذلك من النبى صلى الله عليه وسلم تفرقوا .. فبلغ ذلك كفار قريش فكتبت كفار قريش بعد واقعة بدر الى اليهود إنكم أهل الحلقة (بفتح فسكون أى السلاح والدرع) والحصون وإنكم لتقاتلن صاحبنا أو لنفعلن كذا وكذا ولا يحول بيننا وبين خدم (بفتحتين) نسائكم شئ وهى الخلاخيل فلما بلغ كتابهم النبى صلى الله عليه وسلم واجمعت بنو النضير بالغدر فغرسلوا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم اخرج الينا فى ثلاثين رجلا من اصحابك وليخرج منا ثلاثون حبرا (أى عالما) حتى نلتقى بمكان المنصف (بفتح فسكون ففتح الموضع الوسط) فيسمعوا منك فإن صدقوك وآمنوا بك آمنا بك فقص خبرهم (أى أخبر النبى صلى الله عليه وسلم بخبرهم) فلما كان الغدا غدا عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالكتائب (أى الجيوش المجتمعة) فحصرهم فقال لهم إنكم والله لا تأمنون عندى إلا بعهد تعاهدونى عليه فابوا ان يعطوه عهدا فقاتلهم يومهم ذلك ثم غدا الغد على بنى قريظة بالكتائب - وترك بنى النضير - ودعاهم إلى ان يعاهدوه فعاهدوه فانصرف عنهم وغدا على بنى النضير بالكتائب فقاتهلم حتى نزلوا على الجلاء (اى الخروج من المدينة) فجلت بنو النضير واحتملوا ما أفلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة أعطاه الله اياها وخصه بها فقال تعالى: (وما افاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب). ويقول بغير قتال فأعطى النبى صلى الله عليه وسلم أكثرها للمهاجرين وقسمها بينهم وقسم منها لرجلين من الأنصار كانادوى حاجة لم يقسم لأحد من الأنصار غيرهما وبقى منها صدقة رسول الله صلى الله عليه وسلم التى فى ايدى بنى فاطمة رضى الله عنها. اخرجه ابو داود. انر ص ١١٦ ج ٣ عون المعبود (خبر بنى النضير)