للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(وتقدم) حي حديث البراء قال حي روح المؤمن: فيصعدون بها حتى ينتهوا بها إلى السماء الدنيا فيستفتحون له فيفتح لهم فيشيعه من كل سماء مقربوها إلى السماء أتتداوى تليها حتى ينتهي به النواحي السماء السابعة، فيقول الله عز وجل: اكتبوا كتاب عبدي حي عليين (الحديث) (١).

ولكن هذا لا يدل على استقرارها هناك لكن تصعد ليكتب كتابها حي عليين أو سجين ثم ترد إلى القبر (لقوله) حي حديث البراء: وأعيدوه إلى الأرض فإنى منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى.

(وقال) ابن عبد البر: أرواح المؤمنين غير الشهداء على أفنية القبور تسرح حيث شاءت وارواح الشهداء في الجنة لما تقدم وهو قول قوى (والصحيح) أن الأرواح متفاوتة في مستقرها في البرزخ تفاوتا عظيما. ولا تعارض بين الأدلة، فإن كلا منها وارد على فريق من الناس بحسب درجاتهم في السعادة والشقاوة، (فمنها) أرواح في أعلى عليين في الملاء الأعلى وهى أرواح الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم. وهم متفاوتون في مغازلهم كما رآهم النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء (ومنها) أرواح في حواصل طير خضر تسرح في الجنة حيث شاءت


(١) انظر رقم ٤٥ ص ٦٠ ج ١ من الدين الخالص طبعة ثانية (وعليون) جمع على وهو كتاب جامع لأعمال الخير من مؤمنى الثقلين (وقيل) موضع فى السماء السابعة تحت العرش (وقيل) هو أعلى مكان فى الجنة وقيل غير ذلك. وقال الفراء: هو اسم على صيغة الجمع لا واحد له من لفظه. وقال ابن كثير: والظاهر أنه مأخوذ من العلو وكلما علا الشئ وارتفع عظم واتسع (وسجين) كتاب جامع لأعمال الشر من الكفار والصحيح أنه مأخوذ من السجن وهو الضيق فإن المخلوقات كل ما تسافل منها ضاق وكل ما تعالى منها اتسع.