للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(وعن يحيى) بن عبد الرحمن بن حاطب عن ابن عمر قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقبر فقال: إن هذا ليعذب الآن ببكاء أهله عليه. فقالت عائشة: غفر الله لأبى عبد الرحمن إنه وهل إن الله تعالى يقول: " وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى " إنما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن هذا ليعذب الآن أهله يبكون عليه. أخرجه أحمد (١). {٣٩٠}

(والجواب) أن إنكار عائشة هذا وحكمها على ابن عمر بالخطأ أو النسيان غير مسلم لأنه قد ثبت الحديث عن عمر وأبى موسى الأشعرى والمغيرة بن شعبة كما ثبت عن ابن عمر - كما تقدم - وهم جازمون به فلا وجه للنفى مع إمكان تأويله صحيحا (٢)، كما يأتي. فإنكار عائشة لذلك بعد رواية الثقات لا يعول عليه فإنهم قد يحضرون مالا تحضره ويشهدون ما تغيب عنه. واحتمال السهو والغلط بعيد جدا.


(١) انظر ص ١١٦ ج ٧ - الفتح الربانى (الميت يعذب ببكاء أهله عليه) وص ٢٣٤ ج ٦ نووى. وص ٢٨٢ ج ٨ - المنهل العذب (النوح) وص ٢٦٢ ج ١ مجتبى (النياحة على الميت) وص ١٣٦ ج ٢ تحفة الأحوذى (الرخصة فى البكاء على الميت) وص ٧٣ ج ٤ بيهقى (الميت يعذب بالنياحة عليه) (وهل) بفتح الهاء واللام أى ذهب وهمه ما قال. ويجوز أن يكون من باب تعب بمعنى غلط. وفى رواية مالك ومسلم والبيهقى: ذكر لعائشة أن ابن عمر يقول: إن الميت يعذب ببكاء الحى فقالت عائشة: يغفر الله لأبى عبد الرحمن أما إنه لم يكذب ولكنه نسى أو خطأ. إنما مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على يهودية يبكى عليها فقال: أنهم ليبكون عليها وإنها لتعذب فى قبرها (انظر ص ٢٨٣ ج ٨ - المنهل العذب - الشرح).
(٢) انظر ص ١١٥ ج ٧ - الفتح الربانى (الميت يعذب ببكاء أهله عليه) وأبو عبد الرحمن كنية ابن عمر.