= لتعود هذه الأمة إخوانا. وكان مت رأى أبى موسى الاشعرى أمير الكوفة قعود الناس عن هذه الفتن فلم يخرج من الكوفه أحد فاغلظ محمد بن أبى بكر وابن جعفر لأبى موسى فقال إن بيعة عثمان لفي عنقي وعنق صاحبكما. فإن لم يكن بد من قتال فلا نقاتل أحدا حتى نفرغ من قتلة عثمان حيث كانوا فرجعا إلى على بالخبر فأرسل الحسن بن على وعمار بن ياسر ثانيا الى الكوفة فاقبلا حتى دخلا المسجد. فقال الحسن لأبى موسى لم تثبط الناس عنا فو الله ما أردنا الا الإصلاح؟ فقام القعقاع بن عمرو وقال: يأهل الكوفة لا بد من إمارة تنظم الناس وتنزع الظالم وتعز المظلوم. وهذا أمير المؤمنين إنما يدعو إلى الإصلاح فانفروا فكونوا في هذا الأمر بمراى ومسمع. وقال ريد بن صوحان من زعماء الكوفة مثله. وقال الحسن على أجيبوا دعوة أميركم وسيروا إلى إخوانكم والله لان يدعيه أولو النهى امثل في العاجل والأجل وخير في العاقبة فأجيبوا دعوتنا وأعينونا على ما ابتلينا به وابتليتم. وان أمير المؤمنين يقول: قد خرجت مخرجي هذا ظالما او مظلوما وإني اذكر الله رجلا رأى حق الله الا نفر فمن وجدني مظلوما أعانني ومن وجدني ظالما اخذ منى فانفروا فمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر. فاثر فيهم هذا القول ونفر معه قريب من تسعة الاف ثم نزل القعقاع بن عمرو ليكون بينهم وبين طلحة والزبير فقدم القعقاع البصرة وبدا بام المؤمنين فقال لها: أي أمة ما أقدمك هذه البلدة؟ قالت الإصلاح بين الناس. قال فابعثي إلى طلحة والزبير حتى تسمعي كلامي وكلامهما فبعثت إليهما فحضروا فقال القعقاع: إنى سالت أم المؤمنين ما اقدمها؟ فقالت الإصلاح فهل أنتما متابعان؟ قالا نعم قال فأخبرني ماوجه هذا الإصلاح؟ قالا قتله عثمان فان هذا الأمر إن ترك تركا للقران. قال قد قتلتما قتلة عثمان من أهل البصرة وأنتما قبل قتلهم اقرب إلى الاستقامة منكم اليوم قتلتم سمائة رجل فغضب لهم سته آلاف فاعتزلوكم فقالت له عائشة: فماذا تقول أنت؟ قال إن هذا الأمر دواؤه التسكين فإذا سكن اختلجوا فان انتم بايعتمونا فعلامة خير وتباشر رحمة وإدراك الثأر وإن انتم أبيتم فعلامة شرو ذهاب هذا الملك فاثروا العافية ترزقوها وكونوا مفاتيح خير كما كنتم أولا. قالوا أصبت واحسنت فإن رجع على وهو على مثل رأيك صلح الأمر فرجع إلى على واخبره الخبر فأعجبه ذلك واشرف القوم على الصلح والكل راغب فيه سمع بذلك السبيه (أصحاب عبد الله بن سبإ) وتحققوا أن الصلح إنما يعود عليهم بالوبال لانه إن تم كان على قتلهم لانهم هم الذين أثار واامر عثمان =