للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سهل بن حنيف فى قصة ماعز قال: فقيل: يا رسول الله أتصلى عليه؟ قال: لا فلما كان من الغد قال: صلوا على صاحبكم، وصلى عليه النبي صلى الله عليه وسلموالناس. أخرجه عبد الرازق (١). {٥٧٩}

فهذا الخبر يجمع بين الروايات. فتحمل رواية نفى الصلاة على أنه لم يصل عليه حين رجم ورواية الإثبات على أنه صلى الله عليه وسلم صلى عليه فى اليوم الثانى وايضا فإن رواية الإثبات أقوى لأنها من رواية الصحيح.

(١٩) الصلاة على العضاة: العصاة جمع عاص وهو من ارتكب ما يغضب الله تعالى كالباغى وقاطع الطريق ومن يسمى فى الرض بالفساد وقاتل نفسه متعمدا والكلام عليهم من جهة الصلاة ينحصر فى اربعة أقسام:

(أ) من قتل من البغاة وقطاع الطريق ومن يعثو فى الأرض فسادا يغسل - فرقا بينه وبين الشهيد - يكفن ويدفن بلا صلاة عليه إهانة له عند الحنفيين (فقد) روى عن على رضى الله عنه أنه لم يصل على أهل نهروان. فقيل له: أكفار هم؟ فقال: لا، ولكن هم إخواننا بغوا علينا. اشار إلى أنه ترك الصلاة عليهم إهانة لهم ليكون زجرا لغيرهم. وكان ذلك بمحضر من الصحابة رضى الله عنهم ولم ينكر عليه أحد فكان إجماعا (٢). (وقال) الشافعى وأحمد: يصلى على العصاة لأنهم مسلمون قال تعالى: " وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا


(١) انظر ص ١٠٧ ج ١٢ فتح البارى (الرجم بالمصلى).
(٢) انظر ص ٣١٢ ج ١ بدائع الصنائع. و (نهروان) - بفتح فسكون - مدينة واسعة بين بغداد وواسط من الجانب الشرقى. كان بها وقعة لعلى رضى الله عنه مع الخوارج. انظر ص ٣٤٧ ج ٨ معجم البلدان