عليه وسلم إنما قال ذلك ليحذر الناس بترك الصلاة عليه فلا يرتكبوا كما ارتكب. (وقال) الترمذى: قد اختلف اهل العلم فى هذا، فقال بعضهم يصلى على كل من صلى للقبلة وعلى قاتل النفس وهو سفيان الثورى وإسحاق. (وقال) أحمد: لا يصلى الإمام على قاتل النفس ويصلى عليه غير الإمام وكذا الخائن فى الغنيمة (لحديث) زيد بن خالد الجهنى رضى الله عنه أن رجلا من المسلمين توفى بخيبر وأنه ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: صلوا على صاحبكم، فتغيرت وجوه القوم لذلك، فلما رأى الذى بهم قال: إن صاحبكم غل فى سبيل الله ففتشنا متاعه فوجدنا فيه خرزا من خرز اليهود ما يساوى درهمين. أخرجه أحمد وابو داود والنسائى وابن ماجه بسند رجاله رجال الصحيح (١). {٥٨٢}
(وقال) النعمان ومحمد بن الحسن ومالك والشافعى: يصلى على قاتل النفس والغال الإمام وغيره كسائر العصاة لعموم الأدلة على طلب صلاة الجنازة.
(وأجابوا) عن حديث جابر بن سمرة وزيد بن خالد بأن النبي صلى الله عليه وسلم إنما ترك الصلاة على قاتل نفسه وعلى الغال عقوبة لهما وزجرا للناس عن الوقوع فى مثل ذنبهما كما ترك الصلاة على الدين زجرا للناس عن التساهل فى الدين وإهمال الوفاء به. ولما اتسعت الفتوحات وكثر المال صار يصلى على المدين ويسدد دينه كما تقدم.
(جـ) سائر العصاة غير من تقدم يصلى عليهم اتفاقا لعموم الأدلة.
(١) انظر ص ١٢١ ج ٧ - الفتح الربانى (ترك الإمام الصلاة على الغال ونحوه) وص ٢٠ ج ٣ عون المعبود (تعظيم الغلول) وص ٢٧٨ ج ١ مجتبى (الصلاة على من غل) وص ١٠٢ ج ٢ - ابن ماجه (الغلول (وغل) بفتح فشد أى خان فى الغنيمة قبل القسمة وهو محرم بالإجماع.