للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

منافقين والله امره بعدم الصلاة عليهم بقوله: " وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَداً " (١)، لهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دعي لجنازة سال عنها، فإن ذكرت بخير صلى عليها، وإن ذكرت بشر قال لأهلها: شأنكم بها ولم يصل عليها. وإنما قلنا ذلك لأنه لم يثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه ترك الصلاة على مسلم غير الغال وقاتل نفسه وكذا المدين في أول الأمر.

(د) المبتدعة والخوارج: (قال) الحنفيون والشافعي: يصلى عليهم كغيرهم من المسلمين لعموم الأدلة (وقال) أحمد: لا اشهد الجهمية ولا الرافضة (٢) (ويشهدهم من شاء ٠ وقال) الفريابى: من شتم أبا بكر فهو كافر لا أصلي عليه.

(وقال) أحمد: أهل البدع لا يعادون إن مرضوا ولا تشهد جنائزهم إن ماتوا، وبهذا قال مالك لأن النبي صلى الله عليه وسلم ترك الصلاة لأقل من هذا وهو الدين والغلول فأولى أن تترك الصلاة به (٣).

(وروى) ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن لكل أمة مجوسا وإن مجوس أمتي الذين يقولون لا قدر، إن مرضوا فلا تعودوهم وإن ماتوا فلا تشهدوهم. أخرجه أحمد وأبو داود والحاكم وصححه والترمذى وحسنه وكذا ابن ماجة عن جابر وزاد: وإن لقيتموهم فلا تسلموا عليهم (٤).

{٥٨٤}

(وقال) ابن حزم ك يصلى على كل مسلم بر أو فاجر مقتول في حد


(١) التوبة: ٨٤
(٢) (الجهمية) هم اصحاب جهم بن صفوان. يقولون ك لا قدرة للعبد اصلا ولو كسا بل العبد بمنزلة الجماد. وأن الجنة والنار تفنيان بعد دخول أهلهما حتى لا يبقى إلا الله. (والرافضة) شرذمة شغلت نفوسها بالخروج عن حد الاستقامة ولعن ابى بكر وعمر رضى الله عنهما وتكفيرهما والتبرؤ منهما.
(٣) انظر ص ٤١٩ ج ٢ مغنى ابن قدامة
(٤) انظر ص ١٤٠ ج ١ - الفتح الربانى (هجر المكذبين بالقدر) وص ٢٢٢ ج ٤ عون المعبود (القدر) وص ٢٥ ج ١ - ابن ماجه