للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

برءوسكم. وهذا يقتضي استيعاب اليد دون الرأس واستيعابها ملصقة بالرأس لا يستغرق غالبا غير الربع، فتعين مرادا من الآية. ويؤيده قول أنس: رأيت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يتوضأ وعليه عمامة قطرية، فأدخل يده من تحت العمامة ومسح مقدم رأسه. أخرجه أبو داود وابن ماجه والبيهقي. وفي سنده أبو معقل مجهول (١) {١٤٣}.

فإن ظاهرة استيعاب مقدم الرأس وهو لا ينقص عن الربع. وأما استيعاب مسح الوجه في التيمم، فليس من الآية بل من السنة كحديث أبي جهيم بن الحارث قال: أقبل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من نحو بئر جمل، فلقيه رجل فسلم عليه، فلم يرد صلى الله عليه وعلى آله وسلم- عليه السلام حتى أتى على جدار فمسح بوجهه ويديه ثم رد عليه السلام. أخرجه أبو داود والبخاري (٢) {١٤٤}.

هذا. والاحتياط مسح جميع الرأس. ولم يصح عنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم في حديث واحد أنه اقتصر على مسح بعض رأسه البتة، ولكن كان إذ مسح بناصيته كمل على العمامة (٣).

المسح على العمامة: اختلف العلماء في جواز الاقتصار على مسح العمامة


(١) انظر ص ٩٨ ج ٢ - المنهل العذب (المسح على العمامة) وص ٦١ ج ١ بيهقي (إيجاب المسح بالرأس .. ) و (قطرية) بفتح فسكون، أي من حلل جياد تصنع بالقطرية ناحية اليمامة.
(٢) أنظر ص ١٦٨ ج ٣ - المنهل العذب "التيمم في الحضر" وص ٣٠٢ ج ١ فتح الباري (التيمم في الحضر إذا لم يجد الماء) (٠ فلقيه رجل) وهو أبو الجهيم الراوي.
(٣) انظر ص ٤٩ ج ١ زاد المعاد (هديه صلى الله عليه وسلم في العبادات).