للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(جـ) التخفيف على الصائم بإباحة تناول المفطرات طول الليل قبل النوم وبعده،


= وقوله "وعلى الذين يطيقونه فدية" أي على من يجهده الصوم لكبر أو مرض لا يرجي برؤه فدية، وهي عن كل يوم نصف صاع من بر أو سويقه أو دقيقه أو صاع من تمر أو شعير أو زينب عند الحنفيين. ومد (أي ربع صاع) من غالب قوت البلد عند غير الحنفيين. وعلى هذا لا نسخ في الآية (فقد) قرأها ابن عباس وقال: ليست بمنسوخة هو للشيخ الكبير والمرأة الكبيرة لا يستطيعان أن يصوما فليطعما مكان كل يوم مسكيناً. أخرجه البخاري والنسائي (انظر ص ١٢٥ ج ٨ فتح الباري- قوله تعالى: أياماً معدودات ..... ) (وعنه) قال: يطيقونه يكلفونه فدية طعام مسكين واحد فمن تطوع خيراً طعام مسكين آخر. ليست بمنسوخة (الحديث) أخرجه النسائي (انظر ص ٣١٨ ج ١ مجتبي تأويل قوله: وعلى الذين يطيقونه فدية ... ) و (قيل) المعنى وعلى المطيقين للصوم إن أفطروا بلا عذر فدية كانوا مخيرين بين الصوم والفدية. ثم نسخ التخيير بقوله تعالى "فمن شهد منكم الشهر فليصمه" (قال) سلمة بن الأكوع: لما نزلت هذه الآية "وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين" كان من أراد أن يفطر ويفتدي حتى نزلت الآية التي بعدها فنسختها. أخرجه الخمسة (انظر ص ١٢٦ ج ٨ فتح الباري - فمن شهد منكم الشهر فليصمه- وص ٣١٨ ج ١ مجتبي وص ٢٦ ج ١٠ - المنهل العذب- نسخ قوله: وعلى الذين يطيقونه) وقوله "فمن تطوع خيراً فهو خير لكم" أي فمن زاد في الفدية فله ثواب أكثر وصومكم أيها المرخص لهم في الفطر خير لكم من تأخير الصيام ومن الفدية إن كنتم تعلمون ما في الصوم من الفضيلة وبراءة الذمة، لآثرتموه على عدمه. وإنما خص فرض الصيام بشهر رمضان لمزيد فضله: فقد أنزل فيه القرآن من اللوح المحفوظ إلى سماء الدنيا في ليلة القدر منه. ثم نزل على النبي صلى الله عليه وسلم منجماً في ثلاث وعشرين سنة. والقرآن هداية للناس من الضلال وآيات واضحات من جملة الكتب السماوية الهادية إلى الحق والفارقة بينه وبين الباطل بما فيها من الحكم والأحكام. وقوله "فمن شهد منكم الشهر فليصمه" أي فمن علم الهلال برؤية أو غيرها، فليصم رمضان إلا إذا كان مريضاً أو مسافراً فله الفطر وعليه قضاء ما أفطره وقد أباح الله الفطر للعذر ووسع في القضاء فلم يوجب فيه المبادرة في زمن معين ولا التتابع للتسهيل عليكم ولتكملوا قضاء ما فاتكم بعد زوال العذر ولتحمدوا الله وتشكروا له على ما أولاكم من النعم التي من اجلها الإرشاد لمعالم الدين.