للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ليلة" أخرجه ابن ماجه والترمذي وفيه أبو بكر بن عياش مختلف فيه (١) {٤٥}

(دلت) هذه الأحاديث على أن أبواب الجنة تفتح في رمضان حقيقة. وقيل: المراد بفتحها كثرة الطاعات المستلزمة دخول الجنة من الصيام والصلاة والذكر والقراءة في شهر رمضان.

(وعن) أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي، ورغم أنف رجل دخل عليه رمضان فانسلخ قبل أن يغفر له، ورغم أنف رجل أدرك عنده أبواه أو أحدهما الكبر فلم يدخلاه الجنة" أخرجه أحمد والترمذي وحسنه والحاكم وصححه بسند جيد (٢) {٤٦}

... المعنى أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عند ذكره؛ وبر الوالدين وصيام رمضان والعمل الصالح فيه، أسباب لدخول الجنة، فمن بخل بالصلاة


(١) انظر ص ٢٥٩ ج ٢ - ابن ماجه (فضل رمضان) وص ٣١ ج ٢ تحفة الاحوذي (وصفدت) بضم المهملة وكسر الفاء المشددة أي شدت وأوثقت بالأغلال وهو معنى سلسلت وأغلقت (والمردة) جمع ما رد وهو المتجرد للشر. و (يا باغي الخير ... ) أي يا طالب الخير أقبل على فعله فإنك تعطي الثواب الجزيل على العمل القليل و (يا طالب الشر أمسك) وتب فإنه أو أن قبول التوبة. وفائدة هذا النداء- وهو غير مسموع- أن المؤمنين قد علموا به وصدقوا بخبر الصادق الأمين صلى لله عليه وسلم فتذكروا وأقبلوا على الخير وكفوا عن الشر وبه يحصل المقصود من النداء بأن يتذكر الناس كل ليلة أنها ليلة المناداة فيتعظوا بها. ولعل طاعة المطيعين وتوبة المذنبين ورجوع المقصرين في رمضان من أثر هذا النداء ونتيجة إجابة الله تعالى للداعين. ولهذا نرى أكثر المسلمين صائمين وغالب من يترك الصلاة في غير رمضان يصلون فيه ويصومون.
(٢) انظر ص ٢٣٠ ج ٩ - الفتح الرباني (فضل رمضان) ورقم ٤٤٥٩ ص ٣٤ ج ٤ فيض القدير (ورغم) بكسر الغين وفتحها أي ذل وأصابه الخزي والهوان وأصله لصق أنفه بالرغام وهو تراب مخلوط برمل.