للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على النبي صلى الله عليه وسلم عند ذكره أو عق والديه أو لم يصم رمضان وقصر في طاعة الله تعالى لم يدخل الجنة مع السابقين وأذله الله وأخزاه.

... (وعن) أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما أتى على المسلمين شهر خير لهم من رمضان ولا أتى على المنافقين شهر شر لهم من رمضان وذلك لما يعد المؤمنون فيه من القوة للعبادة وما يعد المنافقون فيه من غفلات الناس وعوراتهم، هو غنم للمؤمنين يغتنمه الفاجر" أخرجه أحمد والطبراني في الأوسط والبيهقي (١) {٤٧}

وفي رواية له: "ونقم للفاجر" أي أن الله تعالى ينتقم من الفاجر ويذيقه العذاب الأليم بسوء فعله وإيذائه المسلمين بتتبع عوراتهم في أثناء غفلتهم عن الدنيا وانقطاعهم لطاعة الله، فكأن ذلك غنيمة يغتنمها الفاجر في نظره ولكنها في الحقيقة شر له لو كان يعلم ما أعد له في الآخرة من العذاب الأليم. وأما المؤمن فإنه بعد ما يقويه على الطاعة في رمضان من ادخار ما ينفقه على عياله فيه لأن اشتغاله بالطاعة فيه يمنعه من تحصيل المعاش أو يقلل منه، فهو يحصل ما يلزمه وأولاده من القوت في رمضان قبل حلوله ليتفرغ فيه للطاعة فهو خير له لما اكتسبه فيه من الأجر العظيم والرحمة والمغفرة والعتق من النار.

... (وعن) ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الجنة لتزخرف لرمضان من رأس الحول إلى الحول المقبل، فإذا كان أول يوم من رمضان هبت ريح من تحت العرش فصفقت ورق الجنة ويجيء الحور العين يقلن يارب اجعل لنا من عبادك أزواجاً تقر بهم أعيننا وتقر


(١) انظر ص ٢٣١ ج ٩ - الفتح الرباني وص ١٤٠ ج ٣ مجمع الزوائد وص ٣٠٤ ج ٤ بيهقي (فضل رمضان).