للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأماكن الملاهي والقمار يؤمها الأشرار في ليالي رمضان التي هي جديرة بالصلاة


= صلى الله عليه وسلم "من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه. وذلك أضعف الإيمان" أخرجه احمد ومسلم عن أبي سعيد الخدري .. وقال صلى الله عليه وسلم "لتأمرون بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم شراركم فيدعو خياركم فلا يستجاب لهم" أخرجه البزار والخطيب والطبراني في الأوسط عن أبي هريرة. وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "والذي نفسي بيده لتأمرون بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقاباً ثم تدعون فلا يستجاب لكم" أخرجه الترمذي. فعلى أرباب المطاعم والمشارب والمقاهي إغلاقها نهاراً في رمضان. ويحرم عليهم تقديم الطعام والشراب نهاراً لأي مكاف بالصيام، لما في ذلك من التعاون على الإثم والعدوان والتهاون بأحكام الدين وترك النهي عن المنكر. وفي تركه الضرر العام وانتشار المعاصي والتظاهر بها. (وقد) ذهب جمهور العلماء إلى أن الكفار مخاطبون بفروع الشريعة وأنهم سيعذبون على تركها عذاباً شديداً زائداً على عذاب الكفر. قال الله تعالى في شأن أهل النار (ما سلككم في سقر، قالوا لم نك من المصلين، ولم نك نطعم المسكين، وكنا نخوض مع الخائضين، وكنا نكذب بيوم الدين، حتى أتانا اليقين).
وعليه فيحرم على المسلم تقديم الطعام والشراب في نهار رمضان للنصاري واليهود وغيرهم من الكفار فضلاً عن المسلمين. وعلى ولاة الأمور أن ينتبهوا لهذا وان يأخذوا على أيدي العابئين باحكام الدين المفطرين في رمضان المتجاهرين بالفسق والفجور خشية أن يعم الله الكل بالعذاب. وكفى ما مضي من إهمال وتفريط حتى حل بما ما حل وسلط الله تعالى علينا من لا يرحمنا. ولا نجاة إلا بالرجوع إلى حظيرة الدين والعمل بأوامره والوقوف عند حدوده. قال الله تعالى (إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم) وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قال: إنكم تقرءون هذه الآية وتضعونها على غير موضعها (يا ايها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم) وإنا سمعنا النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يده أوشك أن يعمهم الله تعالى بعقاب" أخرجه أبو داود والترمذي. وذلك أن الهداية لا تتحقق إلا بالقيام بما كلفنا به. ومنه الأمر والنهي نسأل الله سبحانه وتعالى أن يفقه الأمة في دينها، وأن يلهم الجميع الرشد والصواب، وأن يوافق الكل لتعرف أحكام الدين واتباع طريق سيد النبيين عليه وعلى آله الصلاة والسلام ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. (١١ من رمضان سنة ١٣٦٠ العدد الرابع من السنة الثالثة من مجلة الاعتصام).