وعليه فيحرم على المسلم تقديم الطعام والشراب في نهار رمضان للنصاري واليهود وغيرهم من الكفار فضلاً عن المسلمين. وعلى ولاة الأمور أن ينتبهوا لهذا وان يأخذوا على أيدي العابئين باحكام الدين المفطرين في رمضان المتجاهرين بالفسق والفجور خشية أن يعم الله الكل بالعذاب. وكفى ما مضي من إهمال وتفريط حتى حل بما ما حل وسلط الله تعالى علينا من لا يرحمنا. ولا نجاة إلا بالرجوع إلى حظيرة الدين والعمل بأوامره والوقوف عند حدوده. قال الله تعالى (إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم) وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قال: إنكم تقرءون هذه الآية وتضعونها على غير موضعها (يا ايها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم) وإنا سمعنا النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يده أوشك أن يعمهم الله تعالى بعقاب" أخرجه أبو داود والترمذي. وذلك أن الهداية لا تتحقق إلا بالقيام بما كلفنا به. ومنه الأمر والنهي نسأل الله سبحانه وتعالى أن يفقه الأمة في دينها، وأن يلهم الجميع الرشد والصواب، وأن يوافق الكل لتعرف أحكام الدين واتباع طريق سيد النبيين عليه وعلى آله الصلاة والسلام ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. (١١ من رمضان سنة ١٣٦٠ العدد الرابع من السنة الثالثة من مجلة الاعتصام).