للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بقدح أو عس فقال لإحداهما قيئ فقاءت قيحاً ودماً وصديداً ولحماً حتى قاءت نصف القدح ثم قال للأخرى قيء فقاءت من قيح ودم وصديد ولحم عبيط وغيره حتى ملأت القدح. ثم قال: إن هاتين صامتا عما أحل الله لهما وأفطرتا على ما حرم الله عليهما جاست إحداهما إلى الأخرى فجعلتا تأكلان لحوم الناس" أخرجه احمد وأبو يعلي وفيه رجل لم يسم (١) {٥٨}

... (وعن) أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ليس الصيام من الأكل والشرب إنما الصيام من اللغو والرفث فإن سابك أحد أو جهل عليك فقل: إني صائم إني صائم، أخرجه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم (٢) {٥٩}

... (ففي) هذه الأحاديث حث الصائم على التحلي بالأخلاق الكريمة لأنه متلبس بعبادة عظيمة وألا يقابل السيئة بالسيئة. فإن سابه أحد أو شاتمه فليعرض عنه قائلاً: إني صائم مرتين وفيها تحذيره من اللغو والرفث وهو الكلام القبيح. وتحذيره من الغيبة ونحوها من كل محرم شرعاً. فإن من ارتكب شيئاً مما ذكر فقد أحبط ثواب صيامه واستحق المقت من ربه.

(٢) البصر: فليغضه عن النظر إلى ما يشغله عن ذكر ربه قال الله تعالى: "قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم (٣) " وقال تعالى: (إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولاً (٤) "


(١) انظر ص ٧٧ ج ١٠ - الفتح الرباني وص ١٧١ ج ٣ مجمع الزوائد (الغيبة للصائم). و (العس) بضم العين وشد السين، القدح العظيم (والعبيط) الطري النيئ الكثير.
(٢) انظر ص ٤٣٠ ج ١ مستدرك.
(٣) سورة النور: آية ٣٠.
(٤) سورة الإسراء: آية ٣٦.