للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

للقول بكراهة صوم ستة أيام من شوال خشية اعتقاد وجوبها (وقول) مالك: لم أر أحداً يصومها (ليس) بحجة على الكراهة لأن السنة ثبتت في ذلك بلا معارض وكونه لم ير لا يضر (وقولهم) إنه قد يخفي ذلك فيعتقد وجوبه (مردود) بأنه لا يخفى ذلك على أحد، ويلزم على قوله أنه يكره صوم يوم عرفة وعاشوراء وسائر الصوم المندوب إليه خشية اعتقاد الوجوب وهذا لا يقوله أحد (١).

... (٢) صوم شوال والأربعاء والخميس والجمعة: يستحب صوم شوال بعد يوم الفطر وصوم الأربعاء واليومين بعده من كل شهر (لقول) عكرمة بن خالد: حد ثني عريف من عرقاء قريش، حدثني أبي أنه سمع من فلق في رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "من صام رمضان وشوالاً والأربعاء والخميس والجمعة دخل الجنة" أخرجه أحمد وفيه من لم يسم وبقية رجاله ثقات (٢) {١٠٢}

... (وقال) مسلم القرشي: سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن صيام الدهر فقال "إن لأهلك عليك حقاً، صم رمضان والذي يليه وكل أربعاء وخميس فإذا أنت قد صمت الدهر" أخرجه أبو داود والترمذي وزاد: فإذا أنت قد صمت الدهر وأفطرت. وقال حديث غريب (٣) {١٠٣}

... وقد جاء في هذا أحاديث ضعيفة يقوي بعضها بعضاً.


(١) انظر ص ٣٧٩ ج ٦ مجموع النووي.
(٢) انظر ص ٢٢٣ ج ١٠ - الفتح الرباني (صيام شوال والأربعاء والخميس والجمعة) (والعريف) القائم بأمر جماعة يدبر أمرهم كرئيس البلد (والفلق) بسكون اللام. الشق، يعني أنه سمع الحديث من شق فم النبي صلى الله عليه وسلم.
(٣) انظر ص ١٨٩ ج ١٠ - المنهل العذب المورود (صوم شعبان) وص ٥٥ ج ٢ تحفة الأحوذي (صوم الأربعاء والخميس) والضمير المستتر في (والذي يليه) عائد على رمضان والبارز على شوال أي صم رمضان وصم الشهر الذي يقع بعده وهو شوال. أخرجه الشيخان.