للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

عبر فيه بأول المفيدة للتخيير فدل على أن الترتيب المذكور في غيره من الأحاديث ليس مراداً (وأجاب) الجمهور بأن أو في هذا الحديث ونحوه للتقسيم لا للتخيير تقديره يعتق أو يصوم إن عجز عن العتق أو يطعم إن عجز عنهما وتبينه الروايات الأخرى (١).

وعن مالك أنه قال: الإطعام أحب إلى من العتق (٢) وعنه في رواية أن الكفارة لا تكون إلا بالإطعام (لحديث) عباد بن عبد الله بن الزبير "أنه سمع عائشة رضي الله عنها تقول: أتى رجب إلى النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد في رمضان فقال: يا رسول الله احترقت فسأله النبي صلى الله عليه وسلم ما شأنك؟ فقال أصبت؟ أهلي قال: تصدق قال والله مالي شيء ولا أقدر عليه قال أجلس فجلس فبينما هو على ذلك أقبل رجل يسوق حماراً عليه طعام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن المحترق آنفاً؟ فقام الرجل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تصدق بهذا: فقال يا رسول الله أعلى غيرنا؟ فوا الله إنا لجميع مالنا شيء قال كلوه" أخرجه أحمد والشيخان وأبو داود والبيهقي (٣) {٢٢٢}

وفي قوله - احترقت وأصبت أهلي- دليل على أنه تعمد الجماع وقد اقتصر فيه على الإطعام فدل على أن الكفارة لا تكون إلا به (ورد) بأن الحديث مختصر فلا حجة فيه على ما ذكر فقد رواه عبد الرحمن بن الحارث عن محمد بن جعفر عن عباد بن عبد الله عن عائشة رضي الله عنها قالت:


(١) انظر ص ٢٢٧ ج ٧ نووي مسلم.
(٢) انظر ص ١١٧ ج ٢ معالم السنن.
(٣) انظر ص ٩٤ ج ١٠ - الفتح الرباني. وص ٢١٥ ج ٤ فتح الباري (إذا جامع في رمضان) وص ٢٢٨ ج ٧ نووي. وص ١٣٣ ج ١٠ - المنهل العذب المورود وص ٢٢٣ ج ٤ بيهقي (واحترقت) أي ارتكبت ما يوجب الحرق بالنار ففيه إطلاق اسم المسبب على السبب و (ما شأنك) كذا في رواية أحمد وعند أبي داود (ما شأنه).