(٢) سورة البقرة آية ١٩٥. و (بأيديكم) الباء زائدة وقال المبرد: بأيديكم، أي بأنفسكم تعبير للبعض عن الكل. وقيل هو مثل مضروب للاستسلام يقال: ألقي فلان بيده في أمر كذا إذا استسلم. و (التهلكة) مصدر من هلك يهلك هلاكاً وتهلكه أي لا تأخذوا فيما يهلككم. قال أسلم أبو عمران: غزونا من المدينة نريد القسطنطينية وعلى الجماعة عبد الرحمن بن خالد بن الوليد. والروم ملصقو ظهورهم بحائط المدينة. فحمل رجل على العدو فقال الناس: مه مه لا إله إلا الله يلقي بيده إلى التهلكة؟ فقال أبو أيوب الأنصاري: إنما نزلت هذا الآية فينا معشر الأنصار لما نصر الله نبيه وأظهر الإسلام قلنا: هلم نقيم في أموالنا ونصلحها فأنزل الله عز وجل (وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) فالإلقاء بأيدينا إلى التهلكة أن نقيم في أموالنا ونصلحها وندع الجهاد. فلم يزل أبو أيوب يجاهد في سبيل الله حتى دفن بالقسطنطينية. أخرجه الثلاثة وصححه الترمذي والحاكم وهذا لفظ أبي داود انظر ص ٣٢٠ ج ٢ عون المعبود (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة- الجهاد).