للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إذا بعث بهدية مع أبي بكر رضي الله عنه سنة تسع (١). والإشعار يكون في الإبل والبقر وإن لم يكن لها سنام عند غير مالك (لقول) عائشة رضي الله عنها: فتلت قلائد بدن النبي صلى الله عليه وسلم بيدي، ثم قلدها وأشعرها وأهداها، فما حرم عليه شيء كان أحل له. أخرجه السبعة والطحاوي (٢). {٢٨٤}

... (وقال) مالك: لا تشعر البقر إلا إن كان لها سنام. وعن نافع أن ابن عمر رضي الله عنهما كان لا يبالي في أي الشقين أشعر، في الأيسر أو في الأيمن. (قال) الشافعي في غير هذه الرواية: الإشعار في الصفحة اليمنى، وكذلك أشعر رسول الله صلى الله عليه وسلم. ذكره البيهقي (٣). فاختار مالك وأحمد في رواية الإشعار في الأيسر، واختار الشافعي وأحمد في رواية، والجمهور: الإشعار في الأيمن، لأن فعل النبي صلى الله عليه وسلم أولى من فعل ابن عمر. والحكمة في الأشعار ألا يختلط الهدى بغيره، وإذا ظل يعرف وقد يعطب فينحر، فإذا رأى الفقراء عليه علامة الهدى أكلوه. وفي الإشعار أيضا تعظيم شعائر الدين وحث الغير على سوق الهدى.

هذا، والتقليد يكون في الإبل والبقر والغنم لما تقدم، ولقول عائشة رضي الله عنها: أهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم مرة غنما إلى البيت فقلدها. أخرجه السبعة بألفاظ متقاربة (٤). {٢٨٥}


(١) أنظر ص ٣٨ ج ١٠ عمدة القاري (من أشعر وقلد بلدي الحليفة).
(٢) أنظر رقم ٣٧ ص ١٤ ج ١ تكملة المنهل العذب (من بعث بهديه وأقام) وباقي المراجع بهامش ٥ ص ١٥ منه. و (البدن) بضم فسكون، جمع بدنة تطلق على الجمل والناقة والبقرة، سميت بذلك لعظمها وسمنها.
(٣) أنظر ص ٢٣٢ ج ٥ سنن البيهقي (الاختيار في التقليد والإشعار).
(٤) أنظر رقم ٣٥ ص ١١ ج ١ تكملة المنهل العذب (في الإشعار) وباقي المراجع بهامش ١ ص ١٠ وهامش ٢ ص ١١، ١٢ منه.