للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

دل قولها مرة على أن أكثر هدى النبي صلى الله عليه وسلم كان من الإبل لأنها أفضل، وأهدى مرة الغنم لبيان الجواز. وتقلد الغنم بخيوط مفتولة ونحوها ولا تقلد بالنعال لثقلها عليها عند الجمهور، وابن حبيب المالكي.

... (وقال) الحنفيون: لا يسن تقليد الغنم. ومشهور مذهب مالك أنه يكره تقليدها، وهو مردود بحديث عائشة رضي الله عنها، ويحرم إشعارها لأنها تعذيب.

... ٦ - ما يطلب في الهدى: يطلب فيه تسعة أمور: (أ) يستحب أن يكون سمينا حسنا، لقوله تعالى: "ومن يعظم شعائر الله فإنها نمن تقوى القلوب" (١). (قال) ابن عباس: تعظيمها: استسمانها واستحسانها.

... (ب) ويستحب توجيه الهدى إلى القبلة عند إشعاره وأن يقول: باسم الله والله أكبر، لما روى نافع أن ابن عمر رضي الله عنهما كان إذا طعن في سنام هدية وهو يشعره قال: باسم الله واله أكبر. أخرجه مالك (٢). {٩٨}

... (جـ) ويستحب تجليل الهدى بكساء ونحوه وأن يتصدق به بعد ذبح الهدى على مساكين الحرم، لقول على رضي الله عنه: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أتصدق بجلال البدن التي نحرت وبجلودها. أخرجه أحمد والشيخان وأبو داود وابن ماجه (٣) {٢٨٦}


(١) الآية ٣٢ من سورة الحج.
(٢) أنظر ص ٢١٧ ج ٢ زرقاني الموطأ (العمل في الهدى حين يساق).
(٣) أنظر ص ٣٥٧ ج ٢ فتح الباري (الجلال للبدن) وأنظر رقم ٤٩ ص ٢٩ ج ١ تكملة المنهل العذب (كيف تنحر البدن؟ ) وباقي المراجع بهامش ٢ ص ٣١ منه. و (الجلال) بالكسر: ما يستر به ظهر الحيوان من الإبل وغيرها. والمراد به هنا ما يغطي به الهدى.