من الكعبة فيسد المطاف أمام الطائفين، ويكون الإضرار الشديد والنزاع الطويل بين الجالسين والطائفين، ولا تزال آثار الوثنية عالقة بالأذهان، فترى غالب الحجاج يعمدون إلى ستائر الكعبة يقبلونها ويأخذون منها قطعا للتبرك. (ومنها) أن تقام الصلاة بالمسجد الحرام وكثير من الحجاج يسعون بين الصفا والمروة ولا يحرصون على صلاة الجماعة التي هي من أعظم شعائر الإسلام. والأدهى والأمر أن تقام صلاة المغرب وهم في السعي ويتمادون في سعيهم إلى أن تفوتهم صلاة المغرب، ولا أدري كيف يرجو هؤلاء الحجاج الخير والرحمة من الله تعالى وهم يتركون فريضة الله التي هي عماد الدين وينسون قول النبي صلى الله عليه وسلم: لاحظ في الإسلام لمن ترك الصلاة. أخرجه أحمد (١). {٣٠١}
وقال: فكل مستخف بالصلاة مستهين بها، فهو مستخف بالإسلام مستهين به. وتمامه بكتاب الصلاة له.
فعلى ولاة الأمور الأمر بإيقاف السعي حين تقام الصلاة، وخصوصا المغرب، كما يوقف الطواف إذا أقيمت الصلاة، لأن أمر الصلاة أعظم منهما. (ومنها) ما ذكره ابن الجوزي في تلبيس إبليس قال: قد يسقط الإنسان الفرض بالحج مرة ثم يعود لا عن رضاء والديه، وهذا خطأ، وربما خرج وعليه ديون أو مظالم، وربما حج بمال فيه شبهة. ومنهم من يحب أن يتلقى ويقال له: الحاج، وجمهورهم يضيع فرائض من الطهارة والصلاة ويجتمعون حول الكعبة بقلوب دنسة وبواطن غير نقية، وإنما المراد من الحج القرب بالقلوب لا بالأبدان، وكم من قاصد إلى مكة همته عدد حجاته، فيقول: لي عشرون وقفة، وقد لبس إبليس