للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على قوم منهم فابتدعوا من المناسك ما ليس منها، فمنهم من يكشفون عن كتف واحد ويبقون في الشمس أياما فتكشط جلودهم وتنتفخ رءوسهم ويتزينون بين الناس بذلك.

(وعن) ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يطوف بالكعبة بزمام أو غيره فقطعه. أخرجه البخاري. وكذا أبو داود بلفظ أن النبي صلى الله عليه وسلم مر وهو يطوف بالكعبة بإنسان يقود إنسانا بخزامة في أنفه فقطعها النبي صلى الله عليه وسلم بيده، ثم أمره أن يقوده بيده (١). {٣٠٢}

وهذا الحديث يتضمن النهي عن الابتداع في الدين وإن قصد بذلك الطاعة. وقد لبس إبليس على قوم يدعون التوكل فخرجوا بلا زاد وظنوا أن هذا هو التوكل، وهو خطأ. (قال) رجل للإمام أحمد رضي الله عنه: أريد أن أخرج إلى مكة على التوكل من غير زاد، فقال له: فأخرج في غير قافلة. قال: لا إلا معهم. قال: فعلى جراب الناس توكلت (٢). (وقال) ابن الحاج في المدخل: فمن ذلك- يعني مما يتعين التحذير منه- أن الحجاج يضيعون الصلوات ويخرجونها عن وقتها لأجل فريضة الحج، وذلك لا يجوز إجماعا. وقد قال العلماء: من علم أنه تفوته الصلاة إذا خرج إلى الحج سقط الحج عنه. وكثير من الناس يعتقد أن نزول المرأة وركوبها عورة مطلقا، لما يتوقع من كشفها، ونظر غير المحارم لها، وهذا ليس على إطلاقه، فقد أمر الله النساء أن يصلين على


(١) ص ٣١٤ ج ٣ فتح الباري (إذا رأى سيرا أو شيئا يكره في الطواف قطعه) وص ٢٣٥ ج ٣ سنن أبى داود (باب النذر في المعصية) والخزامة بالكسر: ما يعمل من الشعر.
(٢) ص ١٥٤ تلبيس إبليس.