للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رجلا ضعيف اليقين، وإن قوى قلبك أن تعطيها لواحد فأفعل، فإن إدخالك السرور على قلب امرئ مسلم أفضل من مائة حجة بعد حجة الإسلام، قم فأخرجها كما أمرنا، وإلا فقل لنا ما في قلبك. فقال: يا أبا نصر سفرى أقوى في قلبي، فتبسم بشر وقال له: المال إذا جمع من وسخ التجارات والشبهات اقتضت النفس أن تقضي به وطرأ تسرع إليه تظاهرا بالأعمال الصالحات. وقد آلى الله على نفسه ألا يقبل إلا عمل المتقين (١) (وليحذر) مما يفعله بعض من لا علم عنده وهو أنهم يزينون الجمل بالحلي من الذهب والفضلة والقلائد ويلبسونه الحرير، يفعلون به ذلك عند خروجهم من البلد.

(وكذلك) يفعلون في الرجوع مثله، وهم آثمون في ذلك، ويشاركهم في الإثم من تطاول لرؤية ذلك. ومن أعجبه ذلك أو استحسنه فإثمه أكبر (وليحذر) مما يفعله بعضهم من أن بعض النسوة إذا كان لهن قريب أو معارف يريدون الحج يخرجن ليلا يمشين في الطرق ويرفعن عقيرتهن بما يقلنه من التحنين والرجال يسمعون وينظرون إلى فعلهن ولا ينكرون عليهن. وهذا فعل قبيح محرم سيما في ابتداء هذه العبادة العظيمة ومثل هذا ما يفعله بعضهم عند الرجوع من الحج إذا وصلوا إلى بيوتهم ويضرب عند أبوابهم بالطبل والمزامير مهنئين بذلك الحاج. ومن يفعل ذلك فهو آثم، وكذلك من شاركهم بالحضور والذهاب إليهم أو أعجبه ذلك منهم، لأن ذلك منكر يتعين على المكلف تغييره، فإن لم يستطع غيره بقلبه (٢).

(ومن البدع) المنكرة الاحتفال بالمحمل والكسوة الشريفة بالقاهرة في ذي القعدة من كل عام بحضور الأمراء والعلماء والوزراء، ويؤتى


(١) ص ٢٣٤ ج ٣ المدخل.
(٢) ص ٢٤٢ منه.