بجمل يقود زمامه أمير الحج ويطوف به تحت القلعة حول دائرة هناك سبع مرات، كما يطوف زوار الكعبة حولها. وبعد الطواف يتجه الجمل نحو مكان الانتظار فيقف الملك أو نائبه والعلماء وغيرهم. فذلك غير جائز، لأن الطواف لا يشرع إلا حول الكعبة. وكذلك اختلاط النساء مع الرجال ونحوه مما يؤدي إلى الفسق وارتكاب الفواحش ظاهرة وباطنه (ولا يجوز) أيضا ما يفعله الرعاع والمتصوفة من ضرب الطبول والمزامير، فيجب على كل قادر على إزالة المنكر أن يزيله إما بيده وإما بلسانه وإما بقلبه. و (كذا) الاحتفال في مدينة (السويس) لعودة المحمل في المحرم أو صفر من كل عام. (ومن البدع) ما اعتاده كثير من الجهلة من تبييض بيت الحاج بالجير ونقشه بالصور وكتابة آية الحج وأسم الحاج على الحائط، فإنه رياء وجهل. ومنه نصب السرادق وتوزيع اللفائف (السجائر) على المهنئين وملاقاة الحجاج بالبيارق والباز والطبل وزغاريد النساء واجتماع الذاكرين بالتمطيط والتلحين، واختلاط الجنسين واجتماع النساء للرقص والشخلعة. كل هذا ومثله لا ينبغي حصوله ممن عنده ذرة من إيمان، وهو من تلبيس إبليس. لم يترك عبادة إلا وأدخل فيها على الناس بدعا وخرافات أفسدتها وشوهتها، وأهل العلم لا يأمرون ولا ينهون ولا يرشدون إلى الصالح. فلا حول ولا قوة إلا بالله.
الحكومة الحجازية والشعائر
كنا نظن أن هذه الحكومة- التي بها استتب الأمن بالحجاز وأقامت به الحدود- تعمل على تطهير المساجد من البدع والخرافات والبلاد من المنكرات. وتعمل جهدها على راحة الحجاج بتوضيح سبل المناسك لهم ليتمكنوا من تأديتها على الوجه الأكمل. ولكن الحال هو الحال. وهاك بعض البدع والمخالفات.