للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومحمد: يقتصر المؤتم على التحميد لما تقدم ويسن للإمام والمنفرد الجمع بينهما لما تقدم، ولحديث أبى هريرة أن النبى صلى الله عليه وسلم كان إذا قام إلى الصلاة يكبر حين يقوم ثم يكبر حين يركع ثم يقول: " سمع الله لمن حمده حين يرفع صلبه من الركعة، ثم يقول وهو قائم: ربنا ولك الحمد (الحديث) (١) (وأجابوا) عن حديثى أبى هريرة السابقين (٢) بأن المقصود منهما بيان أن المؤتم يأتى بالتحميد بعد تسميع الإمام يجمع بينهما كما صرح به أبو هريرة وابن أبى أوفى م فعل النبى صلى الله عليه وسلم.

(وقالت) الشافعية وعطاء: يسنّ الجمع بين التسميع والتحميد لكل مصل لظاهر حديث بربدة السابق (٣). ولأنه ذكر يستحب للإمام فيستحب لغيره كالتسبيح فى الركوع وغيره، ولأن الصلاة مبنية على أن لا يُفتَرّ عن الذكر فى شئ منها، فإن لم يُقل بالذكرين فى الرفع والاعتدال بقى أحد الحالين خاليا عن الذكر. قاله النووى (٤)

(فائدة) كان النبى صلى الله عليه وسلم يكبر فى كل رفع وخفض حتى فى الرفع من الركوع. وكان أبو بكر الصديق رضى الله عنه جِدّ حريص على حضور الصلاة لأولها خلف النبى صلى الله عليه وسلم فتأخر يوما عن صلاة العصر حتى ظن أنها فاتته. فجاء المسجد فوجد النبى صلى الله عليه وسلم راكعا فحمد الله تعالى لإدراكه الركوع مع النبى صلى الله عليه وسلم، فنزل جبريل والنبى صلى الله عليه وسلم راكع فأوحى إليه أن قل: سمع الله لمن حمده، فقالها حال الرفع من الركوع فقال أبو بكر: اللهم ربنا لك الحمد.

ذكر الاعتدال: قد ورد فى هذا عدة أحاديث ير ما تقدم (منها)


(١) تقدم رقم ٢٤٨. وص ١٩٣ (تكبير الانقال).
(٢) تقدم رقم ٢٦٤ ص ٢٠٣ ورقم ٢٦٧ ص ٢٠٤.
(٣) تقدم رقم ٢٦٥ ص ٢٠٣.
(٤) ص ٤٢٠ ج ٣ - شرح المهذب.