للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حديث رفاعة بن رافع الزرقى قال: كما نصلى يوما وراء النبى صلى الله عليه وسلم. فلما رفع رأسه من الركعة وقال: سمع الله لمن حمده، قال رجل وراءه: ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه. فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من المتكلم؟ قال الرجل أنا. قال لقد رأيت بَضعة وثلاثين ملكا يبتدرونها أيهم يكتبها أولُ. أخرجه مالك وأحمد والبخارى وأبو داود (١) {٢٦٨}

(وحديث) أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يقول: " سمع الله امن حمده. اللهم ربنا لك الحمد ملئ السموات ملئ الأرض، وملئ ما شئت من شئ بعدُ أهلَ والثناءِ والمجد. أحقُّ ما قال العبد - وكلنا لك عبدٌ - لا مانع لما أعطيت ولا معطى لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد. أخرجه أحمد ومسلم والنسائى وأبو داود (٢) {٢٦٩}


(١) ص ٢٧٣ ج ٣ - التفح الربانى. وص ١٩٤ ج ٢ - فتح البارى (فصل اللهم ربنا لك الحمد) وص ١٧٩ ج ٥ - المنهل العذب (ما تستفتح به الصلاة من الدعاء).
(٢) ص ٢٧٤ ج ٣ - الفتح الربانى. وص ١٩٤ ج ٤ - نووى (ما يقول إذا رفع رأسه من الركوع) وص ١٦٣ ج ١ - مجتبى (ما يقول فى قيامه ذلك) ص ٢٨٧ ج ٥ - المنهل العذب. و (سمع الله الخ) يعنى قبل الله حمد من حمده وجازاه عليه. و (اللهم) أى يا الله يا ربنا الثناء الجميل ثابت لك. و (ملء السموات) بالنصب صفة لمصدر محذوف، أى أحمدك حمدا لو جسم لملأ السموات والأرض. ويصح رفعه على أنه صفة للحمد و (أحق ما قال العبد) بالرفع خبر مبتدأ محذوف، أى أنت أحق من غيرك بما قاله العبد من الثناء والمجد، أو هو مبتدأ خبره جمله لا مانع لما أعطيت، أى أثبت قول قاله العبد: لا مانع لما أعطيت الخ لما فيه من التفويض إلى الله تعالى والاعتراف بوحدانيته، وأن الحول والقوة والخير وغيره منه تعالى دون غيره. و (الجد) بفتح الجيم عل الصحيح الغنى. ويطلق على العظمة والحظ، أى لا ينفع صاحب الغنى من عذابك غناه وغنما ينفعه العمل الصالح. وضبط بكسر الجيم بمعنى الاجتهاد. أى لا ينفع صاحب الاجتهاد منك أجتهاده. وغنما ينفعه التوفيق والرحمة والقبول.