للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذكرِ (١) في طلعِ الثمرِ الأنثى (٢) (٣). (فَالثَّمَرُ) إنْ لمْ يشترطْهُ مشترٍ لنفسِه (٤)، فهو (لِلْبَائِع، مُتْرَكًا) (٥) لهُ على شجرِه (إِلَى) وقتِ الجذاذِ (٦)، وذلكَ حين تتناهَى حلاوةُ ثمرِها. وأوانُ جذاذِ غيرِ النخلِ حينَ يتناهَى إدراكُ الثمرِ (٧)، وهوَ (أَوَّلُ وَقْتِ أَخْذِهِ)، لحديثِ: "مَنِ ابْتَاعَ نَخْلًا بَعْدَ أَنْ تُؤَبَّرَ فَثَمَرَتُها لِلَّذِي بَاعَهَا إِلَّا أَنْ يَشْتَرِطَ المُبْتَاعُ" متفق عليهِ (٨)، وذلكَ ما لمْ تجرِ عادةٌ بأخذِ الثمرِ بُسْرًا، أو يكنْ بسرُه خيرًا منْ رُطبِه، فيجذُّهُ بائعٌ إذا استحكمَتْ حلاوةُ بسرِه (٩). إنْ لم يشترطْ مشترٍ على بائعٍ قطعَه، فيُقطعُ (١٠)، ومَا لم يتضررِ النخلُ ببقائِه، فإنْ تضررَ قطعَ (١١). بخلافِ وقفٍ، ووصيةٍ، فإنَّ الثمرةَ تدخلُ فيهما، نصًا (١٢)، أُبِّرَتْ، أو لم تؤبرْ (١٣).


(١) الفُحَّال الذكر: يعني النخلة الذكر، وطلعه يُعرف بغلافه الذي يشبه الكوز، ينفتح عن حبٍّ منضودٍ، فيه مادة إخصاب النخلة، يقال له: اللَّقْحُ، أو الشرْعافُ، والشمراخ، وله رائحة ذكية، ويترَك حتى يصير فيه شيء أبيض مثل الدقيق فتلقَّح به الأنثى. وأجوده: ما قد عتُقَ وكان من عام أول. انظر: المحكم، مادة: (لقح)، ٣/ ٩، المخصص ٣/ ٢١٤، المعجم الوسيط ٢/ ٥٦٢.
(٢) الطَّلع في الأصل: نَورُ النخلة، وهو أول ما يبدو من ثمرتها في أول ظهورها، يقال له الإغريض؛ لبياضه، ثم إن كانت النخلة أنثى فإنه يصير ثمرًا. مادة: (غرض)، الصحاح ٣/ ١٠٩٥، مادة: (طلع)، المصباح المنير ٣٠٦، لسان العرب ٨/ ٢٣٥، تاج العروس ٢١/ ٤٤٩.
(٣) في هامش الأصل حاشية ليس لها إحالة وختمت بصح، قيل فيها: "والحكمُ منوطٌ بالتشققِ؛ لملازمتِه له غالبًا".
(٤) فإن اشترطها فهي له. انظر: المقنع ١٧٠، المحرر ١/ ٣١٥، كشاف القناع ٣/ ٢٨٠.
(٥) في المطبوع: "متروكًا". وهي أوضح.
(٦) انظر: المستوعب ٢/ ١٠٥، الرعاية الصغرى ١/ ٣٢٧، المبدع ٤/ ١٦٢، شرح الزركشي ٢/ ٣٨.
(٧) لأن هذا هو المعمول به عادةً في نقل الثمر. انظر: المغني ٦/ ١٣٢، الممتع ٣/ ١٦٥، الإقناع ٢/ ٢٧٠.
(٨) من حديث عبد الله بن عمرَ . أخرجه البخاري في كتاب المساقاة، باب الرجل يكون له ممر أو شرب في حائط أو في نخل (٢٣٧٩) ٢/ ٨٣٨، ومسلم في كتاب البيوع، باب من باع نخلًا عليها ثمر (١٥٤٣) ٣/ ١١٧٢.
(٩) انظر: الشرح الكبير ٤/ ١٩١، شرح الزركشي ٢/ ٣٨، الإنصاف ٥/ ٦١، التوضيح ٢/ ٦٤١.
(١٠) انظر: الفروع ٦/ ١٩٩، التنقيح المشبع ١٣٧، غاية المنتهى ٢/ ٦٧.
(١١) انظر: الرعاية الصغرى ١/ ٣٢٩، منتهى الإرادات ١/ ٢٧٧، كشاف القناع ٣/ ٢٧٩.
(١٢) من رواية أبي بكر بن صدَقة. نقله عنه في القواعد ١٨٥، والإنصاف ٥/ ٦١.
(١٣) انظر: المبدع ٤/ ١٦٣، التنقيح المشبع ١٣٧، الإقناع ٢/ ٢٧٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>