كتاب مسلك الراغب لشرح دليل الطالب

(باب الصلح) وحكم الجوار - (فصل) - ج: 2 - ص: 551

(مَعَ شَرِيكِهِ) (١)، كما يجبرُ على نقضِه معهُ عندَ خوفِ سقوطِه (٢)، (في المُلْكِ وَالْوَقْفِ) (٣). فإن أبَى الشريكُ، أخَذَ الحاكمُ من مالِه، إن كانَ نقدًا، أو باعَ من عُروضِه، وأنفقَ بقدرِ حصتِه (٤). فإن تعذرَ، اقترضَ الحاكمُ عليهِ (٥). فإن بنَى الشريكُ بإذنِ شريكِه، أو بإذنِ الحاكم، أو بدونِ إذنِهما، بنيةِ الرجوع، رجعَ بما أصرفَه على قدرِ حصتِه (٦). وإن بناهُ لنفسِه بآلتِه، فهوَ بينهُما (٧). وإن بنَاه بآلةٍ من عندِه، فهو لهُ خاصةً (٨). فإن أرادَ نقضَه، فلهُ ذلكَ (٩)، إلا أن يدفعَ إليهِ شريكُه نصفَ قيمتِه، فلا يكونُ له نقضُه (١٠). ولو أرادَ غيرُ البانِي نقضَه، أو إجبارَ بانيهِ على نقضِه، لم يكنْ لهُ ذلكَ (١١).

(وَإِنْ هَدَمَ الشَّرِيكُ) ما كانَ بينهُما شركةً منَ (البِنَاءِ) مِن غيرِ إذنِ شريكِه، (وَكانَ) البناءُ (مَخُوفَ سُقُوطِهِ) أي: آيلٌ إلى السقوط، (فَلَا شَيءٍ عَلَيهِ) لشريكِه فيما هدمَهُ (١٢)، لما فيهِ منَ المصلحةِ. قالَ شيخُنا في "شرحِه على الإقناع": "قياسُ ما سبقَ - أي: في رجوعِ الشريكِ بما عمَّرَه على شريكِهِ - يرجعُ - يعني: على

---

= (مثل دكان مشترك، ودولاب، وقناةٍ، وناعورةٍ، وبئرٍ، ونحوها). انظر: المقنع ١٨٣، غاية المنتهى ٢/ ١٢٨.
(١) وكذا في حائط بينهما انهدمَ أجبر علي بنائه مع شريكه. انظر: الكافي ٢/ ٢١٥، الرعاية الصغرى ١/ ٣٦٤، الوجيز ٢٠٦، المبدع ٤/ ٣٠٣، كشاف القناع ٣/ ٤١٤.
(٢) انظر: المستوعب ٢/ ٢٥٢، الإنصاف ٥/ ٢٦٩، التوضيح ٢/ ٦٨٢.
(٣) أي: في الأملاك والأوقاف المشتركة. انظر: الإقناع ٢/ ٣٨٣، غاية المنتهى ٢/ ١٢٨، شرح منتهى الإرادات ٢/ ١٥٢.
(٤) انظر: الكافي ٢/ ٢١٥، الإنصاف ٥/ ٢٦٨، منتهى الإرادات ١/ ٣٠٣.
(٥) انظر: الإقناع ٢/ ٣٨٣، معونة أولي النهى ٤/ ٤٧٨، غاية المنتهى ٢/ ١٢٨.
(٦) انظر: الكافي ٢/ ٢١٥، الإنصاف ٥/ ٢٦٨، شرح منتهى الإرادات ٢/ ١٥٢.
(٧) أي: بناه بأنقاض المهدوم لنفسه، فهو بينهما على الشركة، ولا يختص به الباني. انظر: المستوعب ٢/ ٢٥٣، الرعاية الصغرى ١/ ٣٦٣، المبدع ٤/ ٣٠٢.
(٨) وليس للآخر الانتفاع به قبل أداء ما وجب عليه. ويلزمه قبولها. انظر: المقنع ١٨٥، الوجيز ٢٠٥، الفروع ٦/ ٤٤٥، منتهى الإاردات ١/ ٣٠٣.
(٩) لأنه ملكه خاصة. انظر: الكافي ٢/ ٢١٥، غاية المنتهى ٢/ ١٢٨، كشاف القناع ٣/ ٤١٤.
(١٠) إن قبله منه. انظر: الفروع ٦/ ٤٤٥، الإنصاف ٥/ ٢٦٩، معونة أولي النهى ٤/ ٤٧٩.
(١١) انظر: المغني ٧/ ٤٧، المبدع ٤/ ٣٠٢، شرح منتهى الإرادات ٢/ ١٥٢.
(١٢) انظر: المستوعب ٢/ ٢٥٢، الشرح الكبير ٥/ ٤٩، الفروع ٦/ ٤٤٣.