للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أم سلمة رضي الله تعالى عنها (١) أن النبي قال: "الذي يشرب في آنية الذهب والفضة، إنما يجرجر في بطنه نار جهنم" (٢). متفق عليهما. والجرجرة هي: صوت وقوع الماء بانحداره في الجوف (٣). وغير الأكل والشرب في معناهما؛ لأن ذكرهما خرج مخرج الغالب، فلا يتقيد الحكم به.

(و) إلا (المموه بهما) أي: بالذهب والفضة؛ بأن يذاب أحدهما، ويلقى فيه إناء من نحاس ونحوه، فيكتسب منه لونه (٤)، فلا يجوز اتخاذه، ولا استعماله (٥). ويحرم أيضًا اتخاذ واستعمال آنية من عظم آدمي، أو جلده (٦).

(وتصح الطهارة بها) أي: بالآنية المحرمة، بأن يغترف الماء بها، ومنها بالاغتراف، وفيها إذا كان الماء قلتين في إناء يسعهما، وإليها بأن يجعل الإناء مصبًا لفضل طهارته. وكذا المُطَعَّم (٧)، والمطلي (٨)، والمُكْفَت (٩)، ونحوه منهما (١٠) (و) تصح الطهارة أيضًا (بالإناء المغصوب) (١١).

(ويباح) اتخاذ واستعمال (إناء ضبب (١٢) بضبة) بشرط كونها (يسيرة من


(١) هي: أم المؤمنين، أم سلمة، هند بنت أبي أمية بن المغيرة القرشية المخزومية ، هاجرت مع زوجها أبي سلمة إلى الحبشة ثم إلى المدينة، ويقال: إنها أول ظعينة دخلت إلى المدينة مهاجرة، ولما مات زوجها من الجراحة التي أصابته تزوجها النبي . ماتت بالمدينة سنة إحدى وستين. ينظر: الاستيعاب ٤/ ١٩٢٠، الإصابة ٨/ ١٥٠.
(٢) صحيح البخاري، كتاب الأشربة، باب آنية الفضة، رقم (٥٣١١)، ٥/ ٢١٣٣، ومسلم، كتاب اللباس والزينة، رقم (٢٠٦٥)، ٣/ ١٦٣٤.
(٣) ينظر: غريب الحديث لابن الجوزي ١/ ١٥٠.
(٤) ينظر: معونة أولي النهى ١/ ١٨٧.
(٥) ينظر: الوجيز ص ٤٩، الإنصاف ١/ ١٥٠، كشاف القناع ١/ ٩٠.
(٦) ينظر: الفروع ٤/ ١١١، الإنصاف ١/ ١٤٣ و ١٧٢، شرح المنتهى ١/ ٥١.
(٧) صورة الإناء المطعم: أن يحفر في الإناء من الخشب أو غيره حفرًا، ويوضع فيها قطع من ذهب أو فضة، مقدرة على قدر تلك الحفر. ينظر: معونة أولي النهى ١/ ١٨٧.
(٨) صورة الإناء المطلي: أن يجعل الذهب والفضة كالورق، ويطلى به الإناء من حديد ونحوه. ينظر: المرجع السابق.
(٩) صورة الإناء المكفت: أن يبرد الإناء حتى يصير فيه شبه المجاري في غاية الدقة، ثم يوضع فيها شريط رقيق من ذهب أو فضة، ويدق حتى يلصق. ينظر: المرجع السابق.
(١٠) ينظر: الرعاية الصغرى ١/ ٣٤، الإنصاف ١/ ١٤٨، شرح المنتهى ١/ ٥٢.
(١١) ينظر: الحاوي ١/ ٨٦، الشرح الكبير ١/ ١٤٩، كشاف القناع ١/ ٩٢.
(١٢) أي: جعل فيه ضبة، والضبة: حديدة عريضة يضبب بها الخشب. ينظر: تهذيب اللغة ١١/ ٣٢٧، مادة: (ضب)، المطلع ص ٩. قال النووي في المجموع ١/ ٢٥٥: "المضبب: هو ما أصابه شق ونحوه، فيوضع عليه صفيحة تضمه، وتحفظه".

<<  <  ج: ص:  >  >>