للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حيض (١). قاله الشيخ تقي الدين ابن تيمية (٢) (٣). فيثبت بانتقاله ما يثبت بخروجه، كما لو كانت صائمة، فانتقل قبيل الغروب، أفطرت، ولو لم يخرج.

(فلو اغتسل له، ثم خرج بلا لذة، لم يعد الغسل) بل يتوضأ إذا أراد فعلًا يوجب الوضوء. وإن خرج بلذة، أعاد الغسل (٤).

(الثاني: خروجه) أي: المني (من مخرجه، ولو) كان (دمًا، ويشترط أن يكون) خروجه (بلذة، ما لم يكن نائمًا، ونحوه) كسكران، ومغمى عليه، فلا يشترط فيه اللذة (٥).

ومن نام، فوجد بثوبه بللًا؛ فإن تحقق أنه مني، اغتسل منه، وإن تحقق أنه مَذْي (٦)، غسله من غير اغتسال، وإن لم يتحقق، فينظر؛ إن لم يتقدم نومَه ملاعبة، أو نظرًا، أو تفكرًا (٧)، اغتسل وجوبًا، وطَهَّر أيضًا ما أصابه في بدنه، أو ثوبه من بلل، فإن تقدم ذلك، لم يجب الغسل؛ لأن الظاهر أنه مذي؛ لوجود سببه، إن لم يذكر احتلامًا، وإن ذكر احتلامًا، وجب الغسل نصًّا (٨).

وإن وجد منيًا في ثوب لا ينام فيه غيره من أهل الاحتلام، فعليه الغسل، لوجود موجبه، وإعادة ما تيقن من الصلاة، بسبب المني الذي في الثوب (٩). قال


(١) ينظر: الهداية ص ٥٩، الإنصاف ٢/ ٨٦، كشاف القناع ١/ ٣٢٨.
(٢) هو: الإمام، شيخ الإسلام، أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية الحراني، ثم الدمشقي ، ولد سنة إحدى وستين وستمائة بحران، وتأهل للفتوى والتدريس وهو دون العشرين، ومصنفاته كثيرة واسعة منها: "شرح العمدة"، و"السياسة الشرعية"، و"رفع الملام"، ومن مشايخه والده، ومن تلاميذه ابن القيم. توفي في قلعة دمشق سنة ثمان وعشرين وسبعمائة. ينظر: ذيل طبقات الحنابلة ٢/ ٣٨٧، المقصد الأرشد ١/ ١٣٢.
(٣) ينظر: شرح العمدة ١/ ٣٥٦، الاختيارات ص ٣٠.
(٤) ينظر: المستوعب ١/ ٢٢٤، الإنصاف ٢/ ٨٨، مطالب أولى النهى ١/ ١٦١.
(٥) ينظر: الفروع ١/ ٢٥٣، الإنصاف ٢/ ٧٩، شرح المنتهى ١/ ٥٥.
(٦) المَذْي: ماء رقيق، يضرب لونه إلى البياض، يخرج من رأس الإحليل، عند الملاعبة والتقبيل. ينظر: المطلع ص ٣٧، الزاهر في غريب ألفاظ الشافعي ص ٤٩.
(٧) كذا في الأصل، والصواب الرفع.
(٨) ينظر: مختصر ابن تميم ١/ ٣٦٢، الإنصاف ٢/ ٨٢، شرح المنتهى ١/ ٥٦.
(٩) ينظر: الحاوي ١/ ١٢٦، الإنصاف ٢/ ٨٢، كشاف القناع ١/ ٣٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>