للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بل ونسب ذلك إلى السلف، وجعل آيات الصفات من المتشابه، فقال: "من المتشابهات آيات الصفات التي التأويل فيها بعيد؛ فلا تؤول، ولا تفسر. وجمهور أهل السُّنَّة، منهم السلف، وأهل الحديث، على الإيمان بها، وتفويض معناها المراد إلى الله تعالى ولا تفسرها، مع تنزيهنا له عن حقيقتها" (١).

وقال: "اعلم - أيدني الله وإياك بروح منه - أن من المتشابه صفات الله تعالى؛ فإنه يتعذر الوقوف على تحقيق معانيها، والإحاطة بها" (٢).

وقال: "ومن المتشابه: صفة الرحمة، والغضب، والرضا، والحياء، والاستهزاء، والمكر، والعجب" (٣).

وقال: "ومن المتشابه: الاستواء، في قوله تعالى: ﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى﴾ [طه] وقوله: ﴿ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ﴾ [الأعراف: ٥٤، يونس: ٣، الرعد: ٢، الفرقان: ٥٩، السجدة: ٤، الحديد: ٤] وهو مذكور في سبع آيات من القرآن. فأما السلف فإنهم لم يتكلموا في ذلك بشيء؛ جريًا على عادتهم في المتشابه، من عدم الخوض فيه، مع تفويض علمه إلى الله تعالى، والإيمان به" (٤).

وقال: "ومن المتشابه: المجيء، في قوله تعالى: ﴿وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (٢٢)[الفجر]، وقوله: ﴿هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ﴾ [البقرة: ٢١٠]. فمذهب السلف في هذا وأمثاله: السكوت عن الخوض في معناه، وتفويض علمه إلى الله تعالى" (٥).

قال شيخ الإسلام: "وأما إدخال أسماء الله وصفاته أو بعض ذلك في المتشابه الذي لا يعلم تأويله إلَّا الله، أو اعتقاد أن ذلك هو المتشابه الذي استأثر الله بعلم


(١) أقاويل الثقات ص ٦٠.
(٢) أقاويل الثقات ص ٦٧.
(٣) أقاويل الثقات ص ٧٠.
(٤) أقاويل الثقات ص ١٢٠.
(٥) أقاويل الثقات ص ١٩٧.
قال د. أحمد بن عبد الرَّحمن القاضي في رسالته مذهب أهل التفويض في نصوص الصفات ص ٢٤٢: "ومن المعايير الكاشفة لاتجاه التأويل والتفويض تفسير عبارات الإمام مالك في جوابه عمن سأل عن كيفية الاستواء؛ فيقول الشيخ مرعي في تفسير قوله: الاستواء معلوم: "أي: وصفه تعالى بأنه على العرش استوي، معلوم بطريق القطع الثابت بالتواتر" [أقاويل الثقات ص ١٢٢"]، وإنما أراد مالك أنه معلوم المعنى في اللغة".

<<  <  ج: ص:  >  >>