للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا من أجمع الكتب وأنفعها فيما يتعلق بمسائل المشاهد والقبور، حيث لم يسبق أن جمع أحد مثل جمعه هذا، مع قوة الدليل ووضوحه" (١).

ومما قال فيه: "اعلم أن زيارة قبور المسلمين مستحبة للرجال … بشرط أن تكون الزيارة بلا سفر إليها … وأن تكون الزيارة بقصد الاعتبار، وتذكر الآخرة، أو الدعاء للموتي، والسلام عليهم، والاستغفار لهم. لا بقصد التنزه، أو حضور مولد، أو مجتمع يشبه اتخاذها عيدًا، ولا بقصد اعتقاد أفضلية الدعاء أو العبادة عندها، أو أنه أقرب للإجابة، ولا بقصد الصلاة عندها، ولا مع إيقاد المصابيح فيها، أو سترها بالحرير، خصوصًا المنسوج بالذهب؛ فإن كلّ ذلك مذموم، منهي عنه" (٢).

وقال: "وكأني بمن يأتي فينظر في كلامي هذا، المشيد بالكتاب والسُّنَّة وأقوال الأئمة، فيتمغص منه، ويضرب صفحًا عنه؛ لكونه مخالفًا للعادات الفاسدة، والطباع الحايدة، معتمدًا على حكايات رآها، وخرفات تلقاها" (٣).

* أما مذهبه الفقهي: فإنه حنبلي بلا ريب، ودليل ذلك ثلاثة أمور:

١ - قوله: في أول "مسبوك الذهب": "قال العبد الفقير إلى الله تعالى مرعي بن يوسف الحنبلي" (٤).

وقوله:

لئن قلَّد الناس الأئمة إنني … لفي مذهب الحبر ابن حنبل راغب

أقلد فتواه وأعشق قوله … وللناس فيما يعشقون مذاهب (٥)

٢ - تأليفه كتبًا ورسائل في المذهب، أشهرها: "دليل الطالب"، و"غاية المنتهى".

٣ - ذكره في الكتب التي أُفردت لتراجم الحنابلة، ووصفه بأنه من أكابر علماء الحنابلة (٦)، وحتى كتب التراجم العامة ذكرت أنه من الحنابلة (٧).


(١) شفاء الصدور ص ٤١١.
(٢) شفاء الصدور ص ١٥٧.
(٣) شفاء الصدور ص ٢٢٠.
(٤) مسبوك الذهب ص ٩.
(٥) ينظر: خلاصة الأثر ٤/ ٣٦١، النعت الأكمل ص ١٩٥.
(٦) ينظر: النعت الأكمل ص ١٨٩، السحب الوابلة ٣/ ١١١٨، رفع النقاب ص ٣٥٦، مختصر طبقات الحنابلة ص ١٠٨، تسهيل السابلة ٣/ ١٥٤٨.
(٧) ينظر: خلاصة الأثر ٤/ ٣٥٨، الأعلام ٧/ ٢٠٣، معجم المؤلفين ١٢/ ٢١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>