للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غيرهم … " (١).

وقال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي : "آيات الصفات لا يطلق عليها اسم المتشابه بهذا المعنى من غير تفصيل؛ لأن معناها معلوم في اللغة العربية وليس متشابهًا، ولكن كيفية اتصافه جل وعلا بها ليست معلومة للخلق، وإذا فسرنا المتشابه بأنه هو ما استأثر الله بعلمه دون خلقه، كانت كيفية الاتصاف داخلة فيه، لا نفس الصفة. وإيضاحه: أن (استوى) إذا عدِّي بـ (على) معناه في لغة العرب الارتفاع والاعتدال، ولكن كيفية اتصافه جل وعلا بهذا المعنى المعروف عند العرب لا يعلمها إلَّا الله جل وعلا، كما أوضح هذا التفصيل إمام دار الهجرة مالك بن أنس - تغمده الله برحمته - بقوله: "الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول"؛ فقوله : "الاستواء غير مجهول" يوضح أن أصل صفة الاستواء ليست من المتشابه، وقوله: "والكيف غير معقول" يبين أن كيفية الاتصاف تدخل في المتشابه بناءً على تفسيره بما استأثر الله تعالى بعلمه، كما تقدم، وهذا التفصيل لا بد منه" (٢).

* وللشيخ مرعي -كتاب "شفاء الصدور في زيارة المشاهد والقبور"، استفاد فيه من كتاب "اقتضاء الصراط المستقيم" لشيخ الإسلام (٣)، وقال عنه الشيخ ابن باز: "جدير بالقراءة والانتفاع" (٤).

وقال عنه محققه: "عاش المؤلف في عصر كثرت فيه البدع، خاصة المتعلقة بالمشاهد والقبور، ولذلك ألف كتابه هذا؛ لتبيين الحق والصواب في ذلك. يعتبر كتابه


(١) مجموع الفتاوى ١٣/ ٣٠٧.
(٢) مذكرة أصول الفقه ص ٩٥.
(٣) واستفادة الشيخ مرعي من كتب شيخ الإسلام وتأثره به سمة بارزة على مؤلفاته المتأخرة، بل إنه صنَّف كتابًا اسماه: "الشهادة الزكية في ثناء الأئمة على ابن تيمية"، وآخر اسماه: "الكواكب الدرية في مناقب المجتهد ابن تيمية".
وذلك بخلاف ما كتبه في أول أمره حينما كان متأثرًا ببعض أشياخه الصوفيين، ومن ذلك عقده فصلًا في (النور المحمدي) في كتابه "بهجة الناظرين" ١/ ١١٩، قال فيه: "فاعلم على ما قاله بعض علماء أهل الكشف من الصوفية: أنه لما تعلقت إرادة الحق سبحانه بإيجاد خلقه، وتقدير رزقه، برزت الحقيقة المحمدية من الأنوار الصمدية"، وقال أيضًا: "فهو أصل الموجودات، ونور الكائنات، وهو أصل الوجود وسيده، ومبدأ العالم ومدده، وهو المشار إليه في قول بعض ذوي العرفان: ليس في الإمكان أبدع مما كان".
(٤) شفاء الصدور ص ٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>