للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

رواه أبو داود (١).

(و) الثاني: (التعوذ) فيقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (٢)؛ لقوله تعالى: ﴿فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (٩٨)[النحل].

(و) الثالث: (البسملة) (٣) لحديث نعيم المُجْمِر (٤) (٥). وهي آية من القرآن، فاصلة ما بين كل سورتين -وهي في أول الفاتحة- سوى سورة براءة، فيكره ابتداؤها بها. واختار ابن بطة (٦) أنها من الفاتحة (٧). ولا يسن الجهر بشيء من ذلك (٨).

(و) الرابع: (قول) المصلي بعد قراءة الفاتحة، وبعد سكتة لطيفة: (آمين) يجهر بها في جهرية. وهي ليست من القرآن، وهي طَابع الدعاء (٩)،


(١) سنن أبي داود، كتاب الصلاة، باب من رأى الاستفتاح بسبحانك اللَّهُمَّ بحمدك، رقم (٧٧٦)، ١/ ٢٠٦.
ورواه الترمذي، في كتاب الصلاة، باب ما يقول عند افتتاح الصلاة، رقم (٢٤٣)، ٢/ ١١، وابن ماجه، في كتاب إقامة الصلاة والسُّنَّة فيها، باب افتتاح الصلاة، رقم (٨٠٦)، ١/ ٢٦٤، والحاكم ١/ ٣٦٠، وقال: "هذا حديث صحيح الإسناد"، وصححه الألباني في صحيح أبي داود "الأم" رقم (٧٤٩).
(٢) ينظر: الهداية ص ٨٧، الإنصاف ٣/ ٦٧٧، كشاف القناع ٢/ ٤٥٦.
(٣) البسملة: حكاية قول بسم الله الرحمن الرحيم. ينظر: المطلع ص ٥٠.
(٤) هو: أبو عبد الله، نعيم بن عبد الله المُجْمِر، المدني، مولى آل عمر بن الخطاب سمي المُجْمِر؛ لأنه كان يجمر مسجد النبي ، روى عن: أنس بن مالك، وجابر بن عبد الله، وأبي هريرة ، وقال: جالست أبا هريرة عشرين سنة. عاش إلى قريب سنة عشرين ومائة. ينظر: تهذيب الكمال ٢٩/ ٤٨٧، سير أعلام النبلاء ٥/ ٢٢٧.
(٥) عن نعيم المُجْمِر قال: "صليت وراء أبي هريرة ، فقرأ: ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ ثم قرأ بأم القرآن … وإذا سلَّم قال: والذي نفسي بيده إني لأشبهكم صلاة برسول الله " رواه النسائي، في كتاب الافتتاح، قراءة ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ رقم (٩٠٥)، ٢/ ١٣٤، وقد ذكر الزيلعي في نصب الراية ١/ ٣٣٦: أنه معلول، تفرد به نعيم المُجْمِر من بين أصحاب أبي هريرة . وينظر: تمام المنة ص ١٦٨.
(٦) هو: أبو عبد الله، عبيد الله بن محمد بن محمد العُكْبَري، المعروف بابن بطة ، ولد سنة أربع وثلاثمائة، قيل: إن مؤلفاته تزيد على مائة مصنف منها: "المناسك"، و"الرد على من قال الطلاق الثلاث لا يقع"، و"التفرد والعزلة". مات سنة سبع وثمانين وثلاثمائة بعكبرا. ينظر: طبقات الحنابلة ٢/ ١٤٤، المنهج الأحمد ٢/ ٢٩١.
(٧) نقله عنه في المغني ٢/ ١٥١. والمذهب أنها ليست من الفاتحة. ينظر: الإنصاف ٣/ ٤٣٠.
(٨) ينظر: المغني ٢/ ١٤٨، الإنصاف ٣/ ٤٣٠، معونة أولي النهى ٢/ ١٠٨.
(٩) أي: ختم على الدعاء، كخاتم الكتاب، الذي يصونه، ويمنع من فساده، وإظهار ما فيه. فالمعنى: أن الإتيان بالتأمين طابع يكون كالخاتم لهذا الدعاء. ينظر: حاشية ابن قاسم ٢/ ٣٠.=

<<  <  ج: ص:  >  >>