للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بقضاء الله، لم يكن ذلك جزعًا، ألم تسمع قول النبي لجبريل في مرضه: "أجدني مغمومًا، وأجدني مكروبًا" (١)، وأقول (٢): "بل أنا وارأساه" (٣) ". ذكره ابن الجوزي (٤).

فائدة: ينبغي للمريض أن يشتغل بنفسه، وما يعود عليه ثوابه؛ من قراءة، وذكر، وصلاة، واسترضاء خصم، وزوجة، وجار، وكل من بينه وبينه علقة، ويحافظ على الصلوات، واجتناب النجاسة، ويصبر على مشقة ذلك، ويتعاهد نفسه؛ بتقليم أظفاره، وأخذ عانته، ونحو ذلك، ويعتمد على الله فيمن يحب، ويوصي للأرجح في نظره (٥).

تتمة: ولا يجب التداوي، ولو ظن نفعه (٦)، لكن يجوز اتفاقًا (٧)، ولا ينافي التوكل؛ لخبر أبي الدرداء، أن رسول الله قال: "إن الله أنزل الداء والدواء، وجعل لكل داء دواء، فتداووا، ولا تداووا بالمحرم" (٨). ويحرم التداوي بالسم (٩).


= تذكرة الحفاظ ١/ ٢٦٢، طبقات الحفاظ ص ١١٩.
(١) هو جزء من حديث أخرجه الشافعي في السنن المأثورة ١/ ٣٣٥ عن علي بن الحسين مرسلًا، والطبراني في المعجم الكبير ٣/ ١٢٩ عن علي بن الحسين، عن أبيه ، قال الهيثمي في مجمع الزوائد ٩/ ٣٥: "وفيه عبد الله بن ميمون القداح، وهو ذاهب الحديث"، وقال الألباني في الضعيفة رقم (٥٣٨٤): "موضوع".
(٢) كذا في الأصل. وفي زاد المسير ٥/ ٣٧٨: "وقوله".
(٣) هو جزء من حديث عائشة . أخرجه البخاري، في كتاب المرضي، باب ما رخص للمريض أن يقول: إني وجع، أو رأساه، أو اشتد بي الوجع، رقم (٥٣٤٢)، ٥/ ٢١٤٥.
(٤) ينظر: زاد المسير ٥/ ٣٧٨.
(٥) تنظر هذه الفائدة بتمامها في كشاف القناع ٤/ ٢٤، وصدَّرها في الكشاف بـ (فائدة).
(٦) ينظر: كفاية المبتدي ١/ ٨٩، الإقناع ١/ ٣٢٧، المنتهى ١/ ١٠٥.
(٧) حكاه في كشاف القناع ٤/ ٧، وفي الهداية شرح البداية ٤/ ٩٧، وسبل السلام ٣/ ٨٠، والروضة الندية ٣/ ١٥١.
(٨) هو من حديث أبي الدرداء . أخرجه أبو داود، في كتاب الطب، باب في الأدوية المكروهة، رقم (٣٨٧٤)، ٤/ ٧، والبيهقي في السنن الكبرى ١٠/ ٥، ولفظهما: "ولا تداووا بحرام"، قال النووي في الخلاصة ٢/ ٩٢٢: "رواه أبو داود بإسناد فيه ضعيف، ولم يضعفه"، وقال الألباني في تعليقه على مشكاة المصابيح رقم (٤٥٣٨): "إسناده ضعيف، وشطره الأول صحيح لغيره".
(٩) ينظر: كفاية المبتدي ١/ ٨٩، الإقناع ١/ ٣٢٧، غاية المنتهى ١/ ٢٦٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>