للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيجازى بها عند الموت، فيعرق لذلك جبينه" (١) حياء من الله؛ لما اقترف من مخالفته؛ لأن ما سفل منه قد مات وإنما بقيت قوى الحياة وحركتها فيما علا، والحياء في المعينين، والكافر في عمى عن هذا كله" (٢). والموحد المعذب في شغل عن هذا بالعذاب الذي قد حلَّ به (٣). وقد أوردت غير هذا مما ورد في كتابي "حقائق العيون الباصرة" (٤)، فراجعه إن أردت إحاطة. وعن عبد الله بن بريدة (٥)، [عن أبيه] (٦)، أن رسول الله قال: "موت المؤمن عرق الجبين" (٧)، وعن سلمان الفارسي قال: سمعت رسول الله يقول: "ارقبوا الميت عند موته ثلاثًا: إن رشحت جبينه (٨)، وذرفت عيناه، وانتشر مَنْخِراه (٩)، فهي رحمة من الله قد نزلت به" (١٠).

فائدة: [من كتاب الاختيارات]: "عرض الأديان على العبد عند الموت ليس عامًا لكل أحد، ولا منفيًا عن كلّ أحد؛ بل من الناس من تعرض عليه الأديان، ومنهم من لا تعرض عليه، وذلك كله من فتنة المحيا. والشيطان أحرص ما يكون على إغواء بني آدم وقت الموت" (١١).


= منصور القاضي، والحسن بن علي، قال السلمي: "نفوه من ترمذ؛ بسبب تأليفه كتاب ختم الولاية، وكتاب علل الشريعة"، وعاش نحوًا من ثمانين. ينظر: تذكرة الحفاظ ٢/ ٦٤٥، طبقات الحفاظ ص ٢٨٦.
(١) نوادر الأصول ١/ ٤١٤.
(٢) نوادر الأصول ١/ ٤١٣.
(٣) ينظر: التذكرة بأحوال الموتى ١/ ١٤٧.
(٤) لوحة ٩٥/ ب.
(٥) هو: قاضي مرو، وعالم خراسان، أبو سهل، عبد الله بن بريدة بن الحصيب الأسلمي المروزي ، ولد لثلاث سنين خلون من خلافة عمر ، حدث عن أبيه، وعائشة، وأبي موسى الأشعري . مات سنة خمس عشر ومائة، وعمره مائة سنة. ينظر: تذكرة الحفاظ ١/ ١٠٢، طبقات الحفاظ ص ٤٧.
(٦) ما بين المعقوفتين من مصادر التخريج.
(٧) أخرجه أحمد ٥/ ٣٥٧. وتقدم آنفًا تتمة تخريجه.
(٨) أي: نديت بالعرق. ينظر: المحكم ٣/ ١٠٨، لسان العرب ٢/ ٤٤٩، مادة: (رشح).
(٩) المَنْخِر: ثقب الأنف. وقد تكسر ميمه؛ إتباعًا لكسرة الخاء. ينظر: المصباح المنير ٢/ ٥٩٦، مادة: (نخر)، المطلع ص ١١٥.
(١٠) ذكره الحكيم الترمذي في نوادر الأصول ١/ ٤١٤. وذكره الشوكاني في الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة ص ٢٦٧.
(١١) الاختيارات ص ١٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>