للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

انتهى (١)، ومن طلب العلم بنية صادقة، وموت المرابط، والعلماء الذين هم أمناء الله في الأرض، والمجنون، والنفساء، واللَّديغ (٢)، وفريس السَّبُع، ومن خرَّ عن دابته. ومن أغربها: موت الغريب، وأغرب منه: موت العاشق إذا عف وكتم (٣). وقد بينت أدلة ذلك في كتابي: "حقائق العيون الباصرة" (٤) أحسن بيان، في الباب الحادي عشر، المعقود لأحكام الشهداء.

وقسم: شهيد الدنيا (٥) فقط؛ وهو من قام به مانع حال القتال؛ كمن قاتل رياء وسمعة، أو غلَّ في الغنيمة، أو فر من الزحف، ونحوه؛ لأن الأحاديث وردت بنفي تسميته شهيدًا إذا قتل في حرب الكفار (٦)، وإنما له حكم شهداء الدنيا؛ من كونه لا يغسل، ولا يكفن، ولا يصلى عليه، ويدفن بثيابه، وفي مصرعه. ولكن ليس له


(١) الفروع ٢/ ٣٤٢.
(٢) هنا في الأصل: (ومن قتل دون ماله، أو أهله، أو دينه، أو دمه، أو مظلِمته بكسر اللام)، وشطب عليه، إلَّا قوله: (أو مظلمته بكسر اللام) فلم يشطبه، ولعله ند عن نظره؛ لأنه جعل المسألة ملحقة بشهيد المعركة.
(٣) ينظر: غاية المطلب ص ١٣٣، الإقناع ١/ ٣٤١، غاية المنتهى ١/ ٢٦٦.
(٤) لوحة ٦٩/ ب.
(٥) (شهيد الدنيا) تكررت في الأصل.
(٦) عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله يقول: "إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه: رجل استشهد، فأتي به، فعرَّفه نعمه، فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: قاتلت فيك حتى استشهدت، قال: كذبت، ولكنك قاتلت؛ لأن يقال جريء، فقد قيل، ثم أمر به، فسحب على وجهه حتى أُلقي في النار … " رواه مسلم، في كتاب الإمارة، رقم (١٩٠٥)، ٣/ ١٥١٣. وفي المتفق عليه من حديث أبي هريرة مرفوعًا في غزوة خيبر، وفيه: " … فلما نزلنا الوادي، قام عبد رسول الله يحل رحله، فرمي بسهم، فكان فيه حتفُه، فقلنا: هنيئًا له الشهادة يا رسول الله، قال رسول الله : كلا، والذي نفس محمد بيده! إن الشملة لتلتهب عليه نارًا، أخذها من الغنائم يوم خيبر لم تصبها المقاسم … " صحيح البخاري، كتاب المغازي، باب غزوة خيبر، رقم (٣٩٩٣)، ٤/ ١٥٤٧، ومسلم، كتاب الإيمان، رقم (١١٥)، ١/ ١٠٨.
وفي المتفق عليه من حديث أبي هريرة أيضًا، عن النبي قال: "اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا: يا رسول الله، وما هن؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلَّا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات" صحيح البخاري، كتاب الوصايا، باب قول الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا﴾ رقم (٢٦١٥)، ٣/ ١٠١٧، ومسلم، كتاب الإيمان، رقم (٨٩)، ١/ ٩٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>