للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والإيمان بالقدر خيره وشره: هو التصديق بجميع ما يرد وقوعه بحسب التقدير مما قضاه من خير وشر" (١).

٢ - وقال في بيان أفعال الله: "وأفعال الله جميعها لا تخرج عن الحكمة والرحمة والمصلحة والعدل، فلا يفعل عبثًا ولا جورًا ولا باطلًا، بل هو المنزه عن ذلك، كما هو منزه عن سائر العيوب والنقائص" (٢).

٣ - وقال في تقرير مذهب أهل السُّنَّة في باب القضاء والقدر، والرد على القدرية: "اعلم - هدانا الله وإياك، ووفقنا لاتباع الحق - أن مذهب أهل الحق: أن الله قدر مقادير الخلائق، وما هو كائن قبل أن يكون في الأزلِ، وأنه سبحانه عالمُ وقوعها في أوقاتٍ مقدرةٍ، معلومةٍ عنده، تقع على حسب ما قدرها. والقدرية ومن تبعهم خالفوا في ذلك، وذهبوا إلى أنه لا يعلمها إلَّا بعد وقوعها، فهذا باطل كذب لا أصل له؛ لما دل عليه الكتاب، والسُّنَّة، وإجماع الأمة"، ثم سرد الأدلة، وقال: "حيث تقرر ما ورد من الآياتِ الكريمة، والأحاديث الشريفة العظيمة، فثبت بطلان قول القدرية، وذهاب مذهبهم، ومن وافقهم" (٣).

٤ - وقال في خلود نعيم أهل الجَنَّة، وعذاب أهل النار: "واعلم أيضًا: أن أهل النار مع خلودهم في النار، لا ينقطع عنهم العذاب أبدًا مؤبدًا، كما أن نعيم أهل الجَنَّة لا ينقطع؛ لما دل عليه الكتاب، والسُّنَّة، وإجماع الأمة، خلافًا لبعض المعتزلة والخوارج" (٤).

٥ - وقال في رؤية الله سبحانه: "اعلم أن رؤية الله ﷿ ثابتة في الآخرة، بالكتاب، والسُّنَّة، وإجماع الأمة" (٥). وبهذا خالف الأشاعرة الذين أظهروا إثبات الرؤية، وأبطنوا إنكارها، حيث فسروا الرؤية بزيادة انكشاف، ونحو ذلك، مما لا تنازع فيه المعتزلة (٦).

وبهذا يتبين أنَّ معوله في مسائل الاعتقاد نصوص الكتاب والسُّنَّة والإجماع، دون التفات إلى الآراء المخالفة لذلك.


(١) حدائق العيون الباصرة ٨/ ب.
(٢) حدائق العيون الباصرة ٢٤/ ب.
(٣) حدائق العيون الباصرة ٧/ أ - ٨/ أ.
(٤) حدائق العيون الباصرة ٢٩٢/ أ.
(٥) حدائق العيون الباصرة ٣٨٢/ ب.
(٦) ينظر: مجموع الفتاوى ٦/ ٤١، ١٦/ ٨٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>