للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طيب إلا أخذها الله بيمينه، يربيها كما يربي أحدكم فَلُوَّه (١)، أو قَلُوصه (٢)، حتى تكون مثل الجبل، أو أعظم" متفق عليه (٣)، وعن أنس قال: إن النبي قال: "إن الصدقة لتطفئ غضب الرب، وتدفع ميتة السوء" رواه الترمذي (٤).

(في كل وقت) إجماعًا (٥) (لاسيما سرًّا) أفضل من دفعها جهرًا (٦)؛ لقوله تعالى: ﴿وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ﴾ [البقرة: ٢٧١]. وتسن أن تكون في الصحة، وعن طيب نفس (٧).

(و) الصدقة (في الزمان) الفاضل؛ كرمضان، ويوم عرفة، ويوم العيد، ويوم الجمعة، ونحو ذلك (و) في (المكان الفاضل) كمكة، والمدينة، والمسجد الأقصى، أفضل من غيره (٨). وفي أوقات الحاجة، أفضل منها في غيرها (٩) (وعلى جاره) أفضل منها على غيره (١٠)؛ لقوله تعالى: ﴿وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ﴾ [النساء: ٣٦] ولحديث: "ما زال جبريل يوصيني بالجار، حتى ظننت أنه سيورثه" (١١)


(١) الفَلُوّ: الجحش، أو المهر يفطم، أو يبلغ السنة، سمي بذلك؛ لأنه يُفتلى، أي: يفطم. ينظر: تاج العروس ٣٩/ ٢٥٠، المعجم الوسيط ٢/ ٧٠٢، مادة: (فلو).
(٢) القَلُوص: الإبل الفتية، المجتمعة الخلق، وذلك من حين تركب، إلى التاسعة من عمرها، ثم هي ناقة. ينظر: المعجم الوسيط ٢/ ٧٥٥، مادة: (قلص).
(٣) صحيح البخاري، كتاب الزكاة، باب الرياء في الصدقة، رقم (١٣٤٤)، ٢/ ٥١١، ومسلم - واللفظ له-، كتاب الزكاة، رقم (١٠١٤)، ٢/ ٧٠٢.
(٤) سنن الترمذي، كتاب الزكاة، باب ما جاء في فضل الصدقة، رقم (٦٦٤)، ٣/ ٥٢، وقال: "حديث حسن غريب من هذا الوجه".
ورواه ابن حبان "الإحسان" ٨/ ١٠٣، وضعفه الألباني في الإرواء رقم (٨٨٥).
(٥) حكاه في الفروع ٤/ ٣٧٩.
(٦) ينظر: المغني ٤/ ٣١٨، التنقيح ص ١٦٠، كشاف القناع ٥/ ١٨٠.
(٧) ينظر: غاية المطلب ص ١٦٧، التنقيح ص ١٦٠، شرح المنتهى ٢/ ٣٣٢.
(٨) ينظر: غاية المطلب ص ١٦٧، التنقيح ١٦٠، كشاف القناع ٥/ ١٨١.
(٩) ينظر: المغني ٤/ ٣١٩، التنقيح ص ١٦٠، الروض المربع ٤/ ٢٥٠.
(١٠) ينظر: الرعاية الصغرى ١/ ١٩٨، التنقيح ص ١٦٠، معونة أولي النهى ٣/ ٣٥١.
(١١) متفق عليه من حديث عائشة، وابن عمر . صحيح البخاري، كتاب الأدب، رقم (٥٦٦٨ و ٥٦٦٩)، ٥/ ٢٢٣٩، ومسلم، كتاب البر والصلة، رقم (٢٦٢٤ و ٢٦٢٥)، ٤/ ٢٠٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>